عندما سئل بوتن .. هل تريد حرب ضد اوربا .. رد قائلا بالقطع لا.. ولهذا قدمنا مقترحاتنا لبدء المفاوضات فورا التي يجب ان تؤدي الي عقد اتفاق .. فماذا لو لم تصدق روسيا في كلامها وقامت بغزو اوكرانيا كما هو المتوقع .. كما فعلت من قبل مع سوريا والمجر،
لكن دعنا نتفق علي أن المحاور المختلفة وتشعب الأزمة الاوكرانية قد يقلب الطاولة علي الجميع ويدخل العالم الملتهب في حرب عالمية ثالثة فماذا عن الأزمة وكيف يفسرها الخبراء .
– نبدأ من حلف الناتو الذي يقف في المنتصف علي طريقة مجبر اخاك لا بطل لانه اذا تدخل ومنع الغزو سيكون الأمر كارثي وقد نشهد بالفعل نشوب حرب عالمية ثالثة بمعناها الحقيقي، اما اذا وقف متفرجا فإنه في هذه الحالة يكون قد سلم موسكو دولة جديدة تمتلك موقع حساس جدا بالنسبة للدول الأعضاء بالحلف .
– أما الطرف الثاني وهو اوكرانيا التي من المتوقع ان تشهد حربا أهلية حال دخول موسكو، لأن الشعب الأوكراني منقسم علي نفسه، فنصفه مؤيد للاتحاد الاوربي والناتو، والنصف الثاني مؤيد للبقاء تحت جناح روسيا، بدليل وجود فصائل انفصالية تقاتل الجيش الأوكراني .
– النقطة الأخطر في الموضوع هي الغاز الذي يلعب دور السحر في الأزمة والعقدة التي تهدد بقاء الشعوب الاوربية علي قيد الحياة، لانه ببساطة شديدة ستكون اوربا مع موعد مع شتاء قارس للغاية، لأنها ستحرم من امداد الغاز الروسي.
– في المقابل ستخسر روسيا أموالا طائلة بسبب وقف تصدير الغاز الطبيعي والنفط، خاصة وانها تعتمد الصادرات الروسية علي اكثر من 60% علي هذا القطاع الحيوي ” النفط – الغاز”، وبالتالي سترتفع اسعار النفط العالمي .
– أما سوريا باعتبارها دولة محسوبة علي روسيا منذ اندلاع ثورات الفوضي الحالية علي الاراضي السورية فإنها لن تكون بعيدة عن منطقة الصراع، وستكون دمشق أمام استهدافها او تغيير المعادلات فيها ورحيل نظام الأسد وتولي نظام موالي للكتلة الأقوي في الحرب .
– أما البحر الأسود أو المعبر السحري كما يطلق عليه لانه معبرا هاما وموقعا استراتيجيا لروسيا للنفوذ منها الي منطقة الشرق الاوسط، بجانب دول شرق المتوسط لها نصيب من هذا الموقع وبالتالي فإن البحر الاسود قد يتحول الي ساحة حرب أخري علي المستوي البحري وبالتالي فإن دول كبري مثل الصين وتركيا وأمريكا أمام موقف حرج للغاية، لأن تركيا لها علاقات متشعبة مع موسكوا رغم أنها في حلف الناتو، والصين مع انها حليف استراتيجي ووثيق لروسيا الا أنها تملك استثمارات اقتصادية كبيرة مع حلف الناتو، أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن الأمر سيشهد فصلا جديدا يظهر تناقض وعودها خاصة وأنها حذرت موسكو قبل ذلك من دخول جوجيا والمجر، ولم تفعل شيئا عندما حدث ذلك وقامت روسيا بدخول المجر وجورجيا ووقفت أمريكا مكتوفة الأيد ولم تفعل شيئ.
فماذ يخبئ الغيب للأحداث الملتهبة في منطقة الصراع العالمي .
– بجانب أنه لا يجب ان ننسي الدولة المصرية التي تتميز بموقع استراتيجي عالمي فانها لن تكون بعيدة عن موقع الأحداث وستكون جزء مهم من التوازن الدولي القادم وربما تقوم القاهرة بإنقاذ أوربا من تجميد أبنائها مستخدمة سلاح الغاز المصري بالطبع الدب الروسي سيكون أكثر غضبا من القاهروقد يصل الأمر الي قطيعه.
في كل الأحوال فإن العالم يدخل علي مرحلة جديد وسيشهد خلال الفترة القادمة توازنات جديدة قد تنجح في تغيير ميزان القوي العالمي ويذهب امبروطويات وتأتي غيرها .