
إميل أمين
تبقى الشركة الوطنية للإسكان سردية رائدة في مسار التطوير والتنوير في المملكة العربية السعودية ، وضمن إطار رؤية 2030 التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله .
تبدو منهجية الشركة نوعا من ضروب إقتصاد الإبتكار ، حيث تتكامل فيها جميع المواد والمرافق والخدمات ، لتقدم للأسرة السعودية خدمة بحس وطني ومشاعر إنسانية راقية ، تسعى في طريق رفاه الفرد والاسرة ، وتمضي في طريق بلورة مجتمع حي نابض، قادر على تحقيق تطلعاته وإدراك طموحاته .
والشاهد أن قصة وعلاقة الفرد بالمسكن ، ليست مجرد تنظير إقتصادي ، وهذا ما تدركه الوطنية للإسكان ، والتي يعمل القائمون عليها وفق خطوط طول وخيوط عرض، ما أشار إليه عالم النفس الأمريكي الشهير ، إبراهام ماسلو ، بشأن الإحتياجات الإنسانية للمرء ، وضمنها هرمه الشهير ، فالمسكن يعني الإحتياج للآمان والإطمئنان ، وهو ما يوفر الحماية اللازمة من العوامل أو العالم الخارجي ، وعليه فإنه من نافلة القول ، التأكيد على أن إشباع الحاجة للآمان يكون عن طريق المسكن حيث يوفر الحماية من أية ظروف خارجية غير سوية ، كما يوفر أيضا بيئة صحية وخالية نسبيا ، من الضوضاء ، الحرارة ، الأبخرة .
أحدثت الوطنية للإسكان نقلة نوعية وكمية في عالم المشروعات العقارية في المملكة العربية السعودية ، وليس سرا القول أنها كانت ولا تزال المحرك الرئيس لتطوير المعروض العقاري وخلق مجتمعات عمرانية عصرانية ، تحقق جودة الحياة .
أنفع وأرفع ما في مشروعات الشركة الوطنية للإسكان ، أنها قولا وفعلا ، تعظم المحتوي المحلي ، وتجعله حاضرا بقوة ، ما يعني أن ما تقدمه يتجاوز فكرة الإنشاء الصماء ، إلى رحابة تعزيز وتطوير الإمكانات المحلية والسعي بها ، ومن خلالها لبناء إقتصاد قوي ومستدام .
عمل الوطنية للإسكان يرتد في واقع الأمر في داخل المملكة ، بما هو أبعد من توفير بيوت آمنة للمواطنين ، على أهمية الأمر ، ذلك أنه يفتح الأبواب واسعة أمام محاور إقتصادية حياتية من عينة التوظيف ، وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية ، وكذلك توطين الصناعة في القطاع العقاري ، ما يفيد بأن الشركة أضحت حجر زاوية في مجال دعم الصناعات الوطنية ، وعامل جذب للكثير من الخبرات والعناصر المحلية .
حين نقول أن الوطنية للإسكان سردية من التطوير والتنوير ، فإننا لا نغالي أو نهول من شأنها ، ذلك أنها تمضي في سياق مسارات منهجية مدروسة في عالم النمو وتطوير الأعمال ، ولهذا لا تقتصر أعمالها على إنتاج الوحدات السكنية التي تحقق جودة حياة عالية للمواطنين السعوديين ، وإنما تمتد هذه الأعمال لعقد شراكات وإقامة تعاون مع القطاع الخاص ، وكذا إتاحة الفرص للجميع للنمو والتطور، فالشركة تعتقد صادقة أن الشراكات تعزز من الإبتكار وتدفع في مساقات النمو .
ولعل المتابع للتصريحات الأخيرة للرئيس التنفيذي للوطنية للإسكان المهندس محمد بن صالح البطي ، وفي أوائل الشهر الجاري ، يدرك أن الوطنية للإسكان لا تتوقف رؤيتها عند الزمن الحاضر ، وإنما لديها رؤية إستشرافية مستقبلية تمضي في إتجاهين :
الأول : هناك حيث العمل المستقبلي المتطلع إلى إنشاء ضواحي سكنية جديدة وتوفير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية .
الثاني :القيام بتسهيل رحلة التملك للمواطنين ، من خلال تقديم حلول الأعمال وعلى رأسها تطبيق ” سكني “.
يعن لنا أن نتساءل :” ما الذي يعنيه سكن جيد وعصراني ؟
بإختصار غير مخل ، يعني أننا أمام مواطن أكثر رضى عن ذاته وإسرته وظروف حياته في الحال ، وأكثر إستقرارا بشكل وجداني وعقلاني في الإستقبال ، الأمر الذي ينعكس على قدرته على الأداء الوظيفي والتطوير ، التجديد والإبداع ، ما يفتح الباب واسعا أمام رفعة الوطن وتعلية شانه محليا وإقليميا ، بل وعالميا .
المسكن للإنسان ، كما الجسد بالنسبة للروح ، ملاذ آمن لا سيما إذا كان في حضن وطنه ، إنه حلم كل مواطن في أي بلد ، وعدم وجوده أو الحصول عليه يشكل ققا نفسيا لمن لا يملك .
إبداع الوطنية للإسكان يتأتى من أنها تتفهم معضلة الإسكان في عالمنا المعاصر ، بمعنى أنها لا تنظر إلى فكرة بناء الوحدات السكنية من منطلق سد إحتياجات المجتمع للمزيد من أماكن الإيواء ، بل تتعاطى مع الأمر من قبيل التطلع إلى مواجهة متطلباته المعيشية المتغيرة .
يدرك الذين لديهم علم من كتاب ، أن الإسكان هو عملية تتكامل فيها الجوانب الإقتصادية والإجتماعية ، الفنية والعمرانية ، القانونية والتصنيعية ، التنظيمية والإدارية ، التنظيمية والتخطيطية ، وأي قصور في جانب منها يؤدي إلى خلل في خطط وبرامج الإسكان .
يبدو الفكر الذي يحرك منظومة الوطنية للإسكان متماشيا مع النظرة عينها في الدول المتقدمة ، فالإسكان ليس حوائط وجدران تسبقها قواعد أسمنتية ، وأسطح خارجية وداخلية أو علوية .
الإسكان عملية مفاهيمية مشتركة ، ومعايير موحدة ، وأهداف وأضحة ، وحركة متوازية ، وعمل متكامل … وهو ليس مشكلة موسمية يجتمع لها المفكرون والمخططون والمهندسون كلما دعت الظروف إلى ذلك … ولكنها مشكلة مستمرة تقوم على رعايتها وتوجيهها وتطويرها أجهزة علمية وتنفيذية تقوم بالدراسة والتنفيذ ، ثم المتابعة والتقويم.
وفي كل الأحوال يبقى البعد الإنساني والأخلاقي في الوطنية للإسكان ، متمثلا في إنجازاتها فيما يتعلق بدعم الاسر الأشد حاجة ، ما يعني أن لها آفاقا روحية وإيمانية ، بعيدة كل البعد عن فكر الرأسمالية المتوحشة التي سلعت الإنسان .
ضمن مسار برنامج الإسكان التنموي للشركة ، نجدا دربا للمشاركة المجتمعية ، والشراكة الفاعلة مع القطاع غير الربحي لتوفير المساكن الملائمة لأكثر من 60 ألف أسرة ضمن مسار الإنتفاع ، علاوة على منصة جودة الإسكان ، تلك التي مكنت جميع أفراد المجتمع من التكاتف بتقديم أكثر من نصف مليار ريال لنحو 30 ألف اسرة ، وللمتعثرين عن سداد الإيجارات ساعد برنامج مستدام في سداد الإيجارات من خلال متحصلات منصة ” إيجار ” لحوالي 10 آلاف اسرة .
نجح برنامج الوطنية للإسكان في إعادة هيكلة المنظومة الإسكانية في المملكة ، مما ساعد في رفع نسبة التملك السكني من 47% إلى 62 % خلال 4 سنوات ، من خلال جهود مستدامة تعتمد على الميزانيات الحكومية بهدف الوصول إلى نسبة تملك سكني تصل إلى 70% بحلول العام 2030 .
الشركة الوطنية للإسكان سردية تطوير عقارية وتنوير مجتمعية .