
إيمان بهي الدين
منذ أيام مضت تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي صورة مما نشرته CNN الأمريكية، تشيد فيه بأطفال من اوكرانيا يتم استخدامهم كجنود في الحرب الدائرة حاليا مع روسيا، هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 9 – 12 سنة.
وحين قمت بوضع بوست على حسابي على الفيس بوك حول هذا الأمر الذي يعد سقطة أخلاقية ومهنية، من هؤلاء الذين صدعونا بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة، وعدم تعرضهم للانتهاك أو استغلالهم و هدر كرامتهم، أجد بعد اقل من 24 ساعة السيد مارك يطلب حذف البوست لانه يتنافي مع معاييرهم .
والواقع أن كل الحقوق والمواثيق الدولية والإقليمية تجرم استخدام الأطفال كجنود، حيث ينص البروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة الملحق باتفاقية حقوق الطفل ضمان ألا يشترك الأشخاص الذين لم تبلغ سنهم خمس عشرة سنة اشتراكا مباشراً في الحرب، والامتناع عن تجنيدهم، بل ومطالبة كل الأطراف توفير الحماية للأطفال خلال الحروب والنزاعات.
ازدواجية معايير الغرب
إلا أن ما يحدث يؤكد على أن الواقع الذي يعشيه العالم اليوم قد كشف عن وجه آخر للغرب، يكشف عن عنصريته، وازدواجية المعايير لديه، الأمر الذي وصل إلى حد الموافقة على ما يتعارض مع أبسط الحقوق، لذا فإن إعلامنا العربي مطالب بالكشف عن هذه الازدواجية من باب الدفاع عن الأطفال بغض النظر عن جنسيتهم أو لونهم أو ديانتهم، ومواجهة للغرب فيما يقوم به من تمييز وعنصرية فجة.
حقيقة صادمة أن العالم يعيش ظروفا غير مسبوقة من حيث انهيار الإنسانية والقيم، فقد استوقفتي كثيرا مقولة العالم والفيلسوف الكبير مراد وهبه حين قال أن بدايات القرن العشرين كانت تنوير وثقافة وتحرر من أغلال العبودية، في حين جاءت بدايات القرن الحادي والعشرين أى بعد مائة عام بإرهاب وتطرف وحروب وعنصرية وفيروسات مدمرة وتراجع في كل معاني الإنسانية.
دعوة الآن وليس الغد بضرورة عودة العقل واسترادد الإنسانية من أجل بناء نظام عالمي جديد يحترم الإنسان ويقدر إعمال العقل ويعلي من القيم النبيلة، ويسخر الإمكانيات التكنولوجية الهائلة لرفاهية البشر وليس لتدميرهم…. حلم بعد 22 عاما من بداية هذا القرن فهل من بارقة أمل لتحقيقه.
____________
نقلا عن موقع مجلة أخبار السياحة