السيد العادلي
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تدعم كل جهد من شأنه تطوير التعاون وتنويع الشراكات لمواجهة أزمتي الغذاء والطاقة الراهنتين، مع تأكيد أن التعامل مع أزمة الغذاء يتطلب مراعاة أبعادها المتعددة على المديين القصير والبعيد لوضع آليات فعالة للاستجابة السريعة لاحتياجات الدول المتضررة من خلال حزم عاجلة للدعم، فضلًا عن تطوير آليات الإنتاج الزراعي المستدام وتخزين الحبوب وخفض الفاقد، وذلك بالتعاون مع الشركاء ومؤسسات التمويل الدولية.
وفيما يلي أبرز ما جاء في كلمة الرئيس السيسي في قمة جدة للأمن والتنمية، التي جمعت قادة مصر والعراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية:
– قمة اليوم تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية لتحمل دلالة سياسية واضحة بتجديد عزمنا على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية.
– لم يعد مقبولاً أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية صاحبة التاريخ المجيد والإسهام الحضاري الثري والإمكانات والموارد البشرية الهائلة من هو لاجئ أو نازح أو متضرر من ويلات الحروب والكوارث أو فاقد للأمل في غد أفضل.
-حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد التي أرهقت شعوب المنطقة، واستنفدت مواردها وثرواتها في غير محلها.
-قمتنا اليوم تطرح مقاربة شاملة تتضمن خمسة محاور للتحرك في القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة القادمة لخدمة أهدافنا المنشودة صوب منطقة أكثر استقراراً وازدهاراً.
-قضية العرب الأولى هي القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والعيش في أمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل فلابد من تكثيف جهودنا المشتركة، ليس فقط لإحياء مسار عملية السلام.
-بناء المجتمعات من الداخل على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الأيديولوجيات الطائفية والمتطرفة وإعلاء مفهوم المصلحة الوطنية هو الضامن لاستدامة الاستقرار بمفهومه الشامل.
– ما يتوافر لدى الدول العربية من قدرات ذاتية بالتعاون مع شركائها كفيل بتوفير الإطار المناسب للتصدي لأي مخاطر تحيق بعالمنا العربي.
– مبادئ احترام الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية والإخاء والمساواة هي التي تحكم العلاقات العربية البينية وهي ذاتها التي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده.
-يظل الإرهاب تحدياً رئيساً عانت منه الدول العربية على مدار عدة عقود، ولذا فإننا نجدد التزامنا بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بكل أشكاله وصوره بهدف القضاء على جميع تنظيماته والميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة بقاع من عالمنا العربي.
-ضرورة تعزيز التعاون والتضامن الدوليين لرفع قدرات دول المنطقة في التصدي للأزمات العالمية الكبرى والناشئة كقضايا نقص إمدادات الغذاء، والاضطرابات في أسواق الطاقة والأمن المائي وتغير المناخ بهدف احتواء تبعات هذه الأزمات والتعافي من آثارها.
-التعامل مع أزمة الطاقة بتطلب من جانبنا تعاوناً فعالاً لضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية ولعل ما حققه منتدى غاز شرق المتوسط من نجاحات في السنوات الماضية يمثل ترجمة عملية لإرادتنا السياسية في التعاون مع شركاننا.
-ضرورة صون متطلبات الأمن المائي لدول المنطقة والحيلولة دون السماح لدول منابع الأنهار التي تمثل شرايين الحياة للشعوب كلها بالافتئات على حقوق دول المصب.
– تأكيد أن منطقتينا العربية والإفريقية تعدان إحدى أكثر مناطق العالم تضرراً من الآثار السلبية لتغير المناخ وما يترتب على ذلك من انعكاسات على الأمن الغذائي وأمن الطاقة والمياه والسلم المجتمعي والاستقرار السياسي ومن ثم يتعين علينا التوافق حول رؤية شاملة لدعم الدول العربية والإفريقية وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها الدولية.
-أتطلع لاستقبالكم بمدينة شرم الشيخ في القمة العالمية للمناخ COP 27 في نوفمبر 2022 لنواصل معاً التأكيد على التزامنا الراسخ تجاه جهود مواجهة تغير المناخ.
-اعتماداً على أنفسنا ورؤيتنا المشتركة لكيفية معالجة الأزمات على نحو يحترم إرادة الشعوب وخياراتها وحقها في تقرير مصيرها واثقين في نهجنا وفيما تتيحه شراكتنا من قدرات وما لدينا من خبرات تمكننا من اجتياز الصعاب مهما بلغت ولنرسم غداً.