2 يونيو 2023 5:44 م
أخبار عاجلة

مصر والإمارات …قلب واحد.. وحدة الدراسات

وحدة الدراسات 

لعل الحديث عن العلاقات المصرية الإماراتية خلال فترة حرب أكتوبر من عام 1973 ، يأخذنا إلى لحظات مجيدة ، سجلها الزمن بأحرف من نور ، وفي المقدمة منها كلمات الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه ،” النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي ”
هنا وفي تلك اللحظات التاريخية ، بدا الإعلام الإماراتي ، شعرا ونثرا ، صحافة وتلفزة ، إذاعة ومجلات ، وكأنه مشارك أصيل في المعركة بمداد الدعم والزخم الثقافيين ، وبصورة لن تنساها مصر ، ولن تغيب عن ذاكرة المصريين ما حيوا عبر الدهور .
ولأن الإمارات ديدنها الوفاء والولاء ، ونهج زايد الخير بدأ في عهده ، ولم يتوقف في سيرة ومسيرة عيال زايد ، لذا يمكن للمرء أن يطوف على محطات تاريخية في العلاقات الثقافية المصرية – الإماراتية المحدثة ، والدور الأخوي الإماراتي فيها تجاه الشقيقة مصر .
خذ إليك القارئ العزيز على سبيل المثال وليس الحصر ، تبرع الشيخ زايد رحمه الله لمكتبة الإسكندرية في بواكير نشأتها بمبلغ 21 مليون دولار ، وهو من يعلم الأهمية التاريخية والحضارية لهذا الصرح التنويري منذ ما قبل الميلاد ، وها هو يعود من جديد ليشرق بنور المعرفة على العالم .
هنا يمكن الإشارة إلى أن مكتبة الإسكندرية تهتم بأرشفة كل ما يتعلق بدولة الإمارات ، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة ، سيتم نقل جزء منه إلى مشروع ذاكرة العرب .
هذا المشروع ، ذاكرة مصر ، أهتم بصورة كبيرة جدا بالعلاقات المصرية الإماراتية ، وذلك عندما أنطلق في عام 2008 ، فتم البدء في مشروع ضخم لتوثيق هذه العلاقات ، وكان جزءا من الإهتمام هو فكرة تتبع هذه العلاقات الثنائية .
هذا المشروع تحرى بنوع خاص ، التركيز على فترة حكم الشيخ زايد ، طيب الله ثراه ،منذ توليه إمارة أبوظبي ، ثم رحلة الوحدة وبناء الدولة ، ثم مرحلة العلاقات القوية مع مصر .
حرصت المشتغلون بالثقافة في مصر دوما وطوال العقود الخمسة المنصرمة على إعتبار القوة الناعمة المصرية ، بمختلف صورها ، كوسيلة لتوطيد أواصر الصداقة بين الشعوب ، وفي مقدمها الأشقاء في الإمارات .
من هذا المنطلق كانت المشاركة المصرية الزاهية والحيوية في نوفمبر 2020 ، من خلال فرقة باليه أوبرا القاهرة ، والتي شاركت في فعاليات معرض إكسبو دبي ، ضمن الإحتفال باليوم المصري ، حيث قدمت ليلة مصرية ضمن ملامح من الفلكلور التراثي المصري من خلال تابلوهات فنية ،تألق خلالها عارضي فرقة باليه أوبرا القاهرة ، وتمكنت الفرقة من نقل جزء من ملامح التراث المميز للوطن ، كما عبرت عن جانبا من الهوية المتفردة للفنون والثقافة المصرية .
ولعل أحد أهم الفعاليات الثقافية المصرية الإماراتية في الأشهر الاخيرة ، تعلق بإختيار معرض أبو ظبي للكتاب 2022 لعميد الأدب العربي د. طه حسين ، كشخصية محورية للمعرض .
هنا لا يمكن إغفال رمزية الإختيار ، فطه حسين رجل التنوير الأهم في العالم العربي في النصف الأول من القرن العشرين ، وهو صاحب الدعوة الأهم التي سرت في بطون العالم العربي لجهة جعل التعليم حق كالماء والهواء لكل إنسان .
جاء إختيار الدكتور طه حسين تقديرا لدوره الحضاري في الحياة الثقافية العربيية ، ولأعماله الأدبية التي أثرت في ثقافتنا العربية وأظهرت جماليات اللغة العربية المكتوبة وأثرها .
في هذا الإطار يقول الدكتور علي بن تميم ، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية بدولة الإمارات :” إن طه حسين أثرى مكتبتنا العربية بأعمال لا تتكرر أرست ركائز اللغة العربية كلغة للعلوم والفنون والآداب ، وأنه بهذا الإختيار لا نكرم فقط طه حسين ، بل هذه الأرض الطيبة والولادة التي لم ولن ينضب عطاؤها الثقافي “.
ومن جهته ، أعتبر الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية المصري :” أن إختيار مركز أبو ظبي للغة العربية للدكتور طه حسين كشخصية محورية لمعرض أبو ظبي للكتاب ، يعكس العلاقة المتينة بين مصر والإمارات ، وحرصهما على تقدير رموز البلدين في الثقافة وشتى مجالات الإبداع .
ما الذي يعنيه ذلك ؟
بإختصار غير مخل ، يفيد بأن المثقف في كل من البلدين يستشعر ألفة ظاهرة ، وترحيبا كبيرا ، وقبولا ينعكس إيجابا على رغبة وكم وكيف العطاء .
عطفا على ذلك فإن المؤسسات الثقافية بين البلدين ، تلعب دورا منميا لروح التعاون الخلاق والمشترك ، بين الشعبين الشقيقين ، ما ينسحب على صلابة وحدتهما ، ومواجهتهما معا لأنواء وأجواء الحياة المعاصرة ، فالثقافة غذاء الروح ، وكلما أرتقت الروح ، أمتدت الجسور ، وهدمت الجسور .
هنا يتوجب الإقرار بأن هذا التآخي ، حكما لم يكن له أن ينطلق ويكمل مساراته ، من غير حكمة القيادة في البلدين الشقيقين.
وفي هذا السياق ، يتذكر المثقفون في البلدين ، ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة من أن :” نشر العلم والثقافة ، لا يمكن أن يتم الإ من خلال تفعيل حركة الترجمة ، ونقل المعرفة ، ولاتفاعل مع ثقافات الأمم الأخرى .
وإن ينسى القارئ العربي ، فإنه لا ينسى كيف دعا سموه الجميع للعمل على وضع إستراتيجيات فاعلة لتعزيز الثقافة العربية ، وبما يسهم وبشكل حقيقي في توفير متطلبات النهضة التعليمية والثقافية ، تلك التي لابد منها لبناء الحضارة الإنسانية .
اليوم وبعد أكثر من ألف عام على العصر الذهبي للترجمة ،ها هو التاريخ يسجل ثورة ثقافية جديدة تنطلق من العاصمة الإماراتية أبو ظبي ، وتبلغ ذروتها بإطلاق سمو الششيخ محمد بن زايد مشروع ،” كلمة “، كمبادرة طموحة غير ربحية لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث .
ها هي الإمارات تترجم وتنشر ، والمثقفون في مصر وفي العالم العربي برمته يقرأون .
الخلاصة …الذين يقرأون ما بين مصر الامارات من مثقفين ومفكرين ومن رواد النهضة العربية الحديثة لا ينهزمون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.