30 مايو 2023 9:46 ص

علاء عبد الفتاح..!!

نادر جوهر

شاب مصري ولد عام ١٩٨١، يعمل مبرمج كومبيوتر، والده المحامي الحقوقي احمد سيف الإسلام، والدته الدكتوره ليلي سويف الاستاذه بجامعه القاهره، وزوجته هي المدونه منال حسن، وعنده ابن اطلق عليه اسم خالد تيمنا بخالد سعيد أيقونة ثوره يناير وقد وُلِدَ ابنه اثناء اعتقاله بسجن طره.
اطلق علاء في عام ٢٠٠٤ مدونه علي الانترنت مع زوجته اسماها ” دلو ملئ بالمعلومات “، ولم يعتمد علي صحفيين محترفين ففازت المدونه بجائزه دوليه كأحد الاعمال التي تعضد الصحافه الشعبيه، كما قامت دار النشر البريطانية فيتزاكارالدو في أكتوبر ٢٠٢١ بنشر ترجمه انجليزيه لكتاباته أسمتها ” انت لم تُهزَم بعد ” وكان لهذه الترجمة دورا في شهره علاء حول العالم واهتمام جمعيات حقوق الانسان وحريات الصحافه، وبل ورؤساء وزارات ورؤساء دول أيضا به وآخرهم الرئيس الأمريكي بايدن.
يثير تاريخ سجن علاء عبد الفتاح تعاطف العالم الغربي معه، وسجنه حاليا ليس بالأمر الجديد، فهو تم اعتقاله في عهد مبارك بعد وقفه احتجاجيه من اجل حريه القضاء المصري عام ٢٠٠٦ وكانت المره الأولي التي يثير فيها اهتمام الغرب حيث خرجت مُدونه باسم الحريه لعلاء « Free Alaa ».
وفي أكتوبر ٢٠١١ اثناء الفتره الانتقالية لوجود المجلس العسكري في الحكم تم القبض عليه لمده ٣ شهور بسبب احداث ماسبيرو وتم توجيه تهم التحريض والتعدي علي افراد القوات المسلحه وإتلاف وتحطيم معداتهم العسكريه، والتجمهر والتظاهر وتكدير السلم العام.
وفي عهد الرئيس الاخواني محمد مرسي امرت النيابة بالقبض عليه وإحضاره، وتوجيه تهم القيام بأعمال التحريض علي العنف، ووصف الدوله بالاستبدادية.
اما في عام ٢٠١٣ فقد تم اعتقاله بتهمه التظاهر امام مجلس الشوري ضد الدستور الجديد، وفي عام ٢٠١٥ فقد تم الحكم عليه بالسجن ٥ سنوات بتهمه التظاهر بدون تصريح، وبعد قضاء فتره حبسه خرج من السجن ليقضي خمس سنوات اخري تحت المراقبه أي يقضي نهاره حرا ويقضي الليل مبيتا في قسم الشرطه، ولكنه لم يكمل ذلك حيث تم اعتقاله مره اخري في سبتمبر ٢٠١٩ بتهمه نشر اخبار كاذبه، والانضمام لجماعه ارهابيه، وفي ديسمبر ٢٠٢١ نال حكما بالسجن خمس سنوات.
العالم الغربي يتعاطف مع علاء بسبب طيله وتعدد فترات سجنه، وبالمقاييس الغربيه فان نشره رأيا مخالفا في مدونه يعتبر حريه رأي، والتظاهر عندهم وسيله تعبير وحق لكل مواطن، اما في مصر فان شخصيه علاء الحاده والمتحدية، وكتاباته التي تخلو من الدبلوماسية وأحيانا تدعو صراحه الي العنف بل والاغتيال تعتبرها السلطات تهديد للأمن القومي وهدم للدوله، علاء أيضا يضرب عن الطعام بسجنه، وهو قادر علي الانتحار ليخلق خاشوقچي جديد لمصر، وعائلته تسانده ولكنها بعد نجاحها في منحه جنسيتها البريطانية توجه الدوله لها تهمه الاستقواء بالخارج للإفراج عنه.
قضيه علاء عبد الفتاح تسئ لصوره مصر بالخارج، وفي مؤتمر المناخ، كان لظهور اخته في مؤتمر صحفي اثرا سلبيا علي الدور والمجهود الإيجابي الذي قامت به مصر، بدءا من التحضير والمشاركه الإيجابية، وخطاب الرئيس في الافتتاح، حتي المطالبه بالعدالة المناخية لأفريقيا والعالم الثالث.
حاليا يتأزم الامر فمصر تتعرض بسبب هذه القضيه من الغرب الي انتقاد سلبي علي المستوي الحقوقي والإعلامي وأيضا السياسي، وفي الداخل تشعر مصر بان هناك تدخل في شئونها الداخليه واستقواء بالخارج واستهانه بأحكام القضاء.
لكن في النهايه مصلحه مصر ومصلحه عائله علاء هي الإفراج عنه، وواضح ان استقواء عائله علاء بالخارج لن تقبله الدوله وتعتبره اهانه ولن تخضع للضغوط حفاظا علي كرامتها.
لكننا جميعا ندرك انه بالقانون لايملك احد حق الافراج عن علاء الا استخدام رئيس الجمهوريه لحقه في إصدار قرار بالعفو عنه، ونعلم جميعا ان الرئيس خلال الشهور الماضيه، افرج عن المئات من المعتقلين والمسجونين، سواء سياسيا او جنائيا طالما مصلحه البلاد تستدعي ذلك، ولكنه في نفس الوقت فان الرئيس لن يرضخ للضغط الخارجي، ولهذا فانه من التعقل ان الحل يجب ان يكون مصريا، يجب ان يكون من داخل البيت المصري وليس من الخارج، ولهذا اقترح ان يقوم المجلس القومي المصري لحقوق الانسان بالتحرك والقيام بدوره، دون ضغوطات امنيه، فعليه دعوه أسره علاء عبد الفتاح للحضور الي مقره، وتنسيقهم مع وزاره الداخليه لزياره علاء في محبسه، والتأكد من حسن معاملته، وتوقفه عن إضرابات الطعام، ووقف العائله لكل التواصل مع الخارج، ومناقشه مستقبل علاء بعد خروجه، ثم يتقدم المجلس القومي المصري لحقوق الانسان بصفته المدافع الأول عن حقوق المواطن المصري بمذكرة لرئيس الجمهوريه، بها أسباب ودفوع طلب إصدار عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح، حتي يستجيب الرئيس لطلب المجلس المصري، والعائلة المصريه، وليس لجمعيات وسياسيين أجانب اوضغوطات خارجيه، فالحل سيكون مصريا من داخل البيت المصري وبتفاهم ودي واستجابه رئاسيه، وليكتمل البرنامج السياسي الرئاسي في الافراج عن باقي المعتقلين والمحبوسين بمصر، والذي حقق نجاحا كبيرا حتي الان، واستمراره سيزيد السكينه والاستقرار بمجتمعنا لنتفرغ لمشاكلنا الاقتصاديه.

…………………..

خاص للمراقب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.