دراسة أعدها للنشر: إميل أمين
بعد نجاح السيناتور الأمريكي ، الإفريقي الأصل ، حكيم جيفريز ، في الوصول إلى منصب ، رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي يتساءل الأمريكيون ، أترى هم على موعد مع تجربة شبيهة بصورة أو بأخرى بتجربة باراك أوباما، حيث تبدو شخصية المحامي الأمريكي الديمقراطي ، حكيم جيفريز ، أقرب ما تكون لمنقذ الديمقراطيين عما قريب ، بالضبط كما جرى مع أوباما عام 2008 ؟
في الداخل الأمريكي ، ينظرون إليه كرجع صدى لا يتلكأ ولا يتأخر لأوباما ، كلاهما أفريقي أمريكي ، وكلاهما حاد الذكاء ، ولكل منهما إبتسامة رائعة على حد تعبير عمدة نيويورك الحالي .
قبل نحو ثلاثة أعوام ، لفت جيفريز الإنتباه إليه ، حين رشح نفسه لشغل موضع عضو مجلس النواب المتقاعد آنذاك ، إيد تاونز ، الأمر الذي جعل صحيفة الواشنطن بوست ، القريبة من البيت الأبيض ، لأن تتساءل :” هل جيفريز هو أوباما القادم من بروكلين ؟
في الرابع من أغسطس آب من عام 1970 ، ولد حكيم ، في إحدى مستشفيات بروكلين ، في نيويورك ، والدته لانيدا جيفريز ، عاملة إجتماعية ، ووالده مالارند جيفريز مستشار في علاج الإدمان .
في العام 1988 تخرج حكيم في مدرسة ميدوود الثانوية ، ثم درس العلوم السياسية في جامعة بينغهامتون ، وتخرج منها عام 1992 بدرجة بكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف .
كان من الواضح أن ذكاء حكيم قد لفت إليه الأنظار ، ولهذا كان من اليسير أن يجد طريقه إلى واحدة من أرقى جامعات واشنطن العاصمة ، جامعة جورج تاون ، وفيها حصل على درجة الماجستير في كلية ماكورت للسياسة العامة ، ثم يعود من بعد ذلك إلى نيويورك ليلتحق بكلية الحقوق ، ليتخرج العام 1997 حاملا درجة الدكتوراه في القانون .
عادة ما يبدأ رجال السياسة الثقات في الداخل الأمريكي من عند سلم المحاماة …كان هذا هو الطريق من عند إبراهام لنكولن وصولا إلى حكيم جيفريز ، والذي تسلق درجات العمل السياسي داخل الحزب الديمقراطي في نيويورك ، درجة درجة .
الذين طالعوا سيرة ذاتية معمقة لحكيم ، يعرفون أنه ومنذ العام 2007 ، وبينما كان يزال في ولايته الأولى في مجلس ولاية نيويورك ، أيد وبقوة ، ودعم بإمتياز باراك أوباما ، نجم الجمهوريين الصاعد ، في طريقه إلى البيت الأبيض .
في إحدى المقابلات الإعلامية قال حكيم :” عندما ترشحت لمنصب لأول مرة ، أقترح بعض الأشخاص أنه لا يمكن أبدا إنتخاب شخص باسم “حكيم جيفريز”، لكن عندما رايت شخصا باسم “باراك أوباما ” يتم إنتخابه في مجلس الشيوخ الأمريكي ، فإن ذلك ألهمني بالتأكيد “.
وبالقدر نفسه ، لم يكن حكيم بعيدا عن نجمة نيويورك الديمقراطية ، هيلاري كلينتون ، وكأنه كان يجهز لنفسه أرضية واسعة من الناخبين فيما بعد ، فقد ايدها بقوة في الإنتخابات الرئاسية 2016 ، لمنصب الرئيس في معركته ضد دونالد ترامب .
أعتبر حكيم لاحقا أن خسارة هيلاري ، الكلية الإنتخابية ، مرده إفتقارها إلى رسالة إقتصادية واضحة وحاسمة ، وفشلها في التعامل مع مخاوف الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء ، هذا على الرغم من إستخدامها شعار طنان ، رنان ، ” معا أقوى “.
قبل إنتخابه لعضوية الكونجرس ، ممثلا عن الدائرة الثامنة بولاية نيويورك في مجلس النواب ، عام 2013 ، كان حكيم قد خدم لمدة ست سنوات في المجلس التشريعي لولاية نيويورك ، أكتسب فيها خبرة سياسية عملية ، تضاف لرصيده الأكاديمي ، حيث عمل على إصدار قوانين لحماية الحريات المدنية لسكان نيويورك الملتزمين بالقانون خلال استجوابات الشرطة ، وتشجيع تحويل الوحدات السكنية الفاخرة الشاغرة إلى منازل ميسورة التكلفة للاسر العاملة ، وتحسين نوعية العدالة في نظام المحاكم المدنية .
لمع نجم حكيم خلال السنوات الخمس من 2013 إلى 2018 التي قضاها في مجلس النواب ، ولعل هذا ما دفع الديمقراطيين إلى إختياره رئيسا لكتلة الحزب الديمقراطي ، وبهذه الصفة كان حكيم يرتقي سلم المناصب العليا في الحزب ، ليضحى الرجل الخامس في قادته ، وقد شغل من قبل منصب رئيس لجنة الإنضباط ، كما شارك في رئاسة لجنة السياسات والإتصالات الديمقراطية .
تبدو مسيرة حكيم في الكونجرس ، دؤوبة مليئة بالحركة والتفاعل السياسي الخلاق ، فقد دأب على الدفاع عن العدالة الإجتماعية والإقتصادية ، ومساعدة الشعب على التعافي من آثار كوفيد-19 الإقتصادية ، بجانب إهتمامه البالغ بإصلاح نظام العدالة الجنائية ، وتحسين الإقتصاد للأمريكيين العاديين ، ولم يهمل حكيم فكرة الرعاية الصحية ، لا سيما بعد الهجمات التي تعرض لها الديمقراطيين من قبل اليمين الأمريكي الجمهوري بنوع خاص ، وفي مقدم المهاجمين ، نجد نائب الرئيس السابق مايك بنس .
يصف البعض، مثل المستشار الديمقراطي ، هانك شينكوف ، حكيم بأنه ” لاعب وسط في الحزب الديمقراطي ، ليس هذا فحسب ، بل لاعب داخلي ذكي حقا ، ولديه فرصة جيدة للحصول على الوظيفة العليا .
بينما يرى ، كين فريدمان ، الرئيس التنفيذي لشركة سورس كوميونيكيشنز ، للإستشارات الإستراتيجية في مانهاتن ، بنيويورك ، أن “حكيم خيار قوي ليحل محل بيلوسي كزعيم لمجلس النواب “.
يبدو حكيم جيفريز المتزوج من كينيساندرا جيفريز ، والاب لإبنين هما جوشوا وجيريميا ، رجلا على طريق إعادة تمثيل ” التجسيد الكلاسيكي للحلم الأمريكي “، حيث بلاد الفرص الواسعة ، والأمل المتجدد ، والمدينة فوق جبل ، التي كاد بريقها ينطفئ في أعين العالم .
هل سيحي حكيم جيفريز الحلم الأمريكي مرة أخرى ؟