ماسبيرو، هذا الصرح الشاهق على ضفة نيل القاهرة بلونه الذي صار شاحبا، وإن كان في الواقع هو مبنى يفوق عمره الـ 60 عاما إلا إنه رمزا لأجيال وأجيال من المصريين لمكان يحمل أحلام وأمال وذكريات وتاريخ جميل … فمنه خرجت أصوات عذبة ووجوه شهيرة وبرامج وموسيقى ودراما وأفلام و… كلها حفرت في عقولنا وقلوبنا ذكريات وتاريخ جميل .. تاريخ يجب أن يزهو به أى مصري.
كيف لنا أن نترك ماسبيرو هكذا حتى صار لا صاحب له .. أين المسئول عن إعادة بث الحياة في هذا المبنى القابع في صمت وسط منطقة صارت تعج بحركة عمرانية عالية، فبدا العجوز الذي ينتمي إلى زمن آخر، أو شاهد ودليل على تقصيرنا تجاهه.
والواقع اني لدى قناعة تصل لليقين بأن إحياء ماسبيرو أمر لا يحتاج إلا لإرادة حقيقية لإحداث التطوير والتغيير، فكما نؤكد أن الفساد كان قد استشري في هذا المبنى مثله مثل أماكن كثيرة غيره، بقدر ما أجزم من أن ماسبيرو يعج بالآلاف من ذوي الكفاءة والمهنية الرفيعة على كل المستويات والقادرة على تطوير ماسبيرو على أعلى مستوى ممكن .
فالتطوير والتحديث ليس قائما على إمكانات مادية فقط، إنما مشكلة ماسبيرو في الأساس مشكلة حسن الإدارة والاستثمار فيه، وكل هذا يمكن أن يبدأ من الداخل، من خلال فكرة التطوير بالمشاركة، فأهل مكة أدرى بشعابها، وأهل ماسبيرو لديهم القدرة على التشخيص الجيد، بل ووضع الحلول مهما كانت قساوتها عليهم، لأنهم ببساطة هم من سيضعون العلاج والدواء، وطبيعي أن يتناولوا الدواء مهما كانت مرارته.
ويمكن وضع مجموعة من المقترحات التي اتمنى من الأصدقاء والزملاء في ماسبيرو النظر فيها، لأنها تبدو خطوة ستليها خطوات أخرى، ومن بين ذلك وقف التعيينات (وهو أمر اعتقد أن ساري)، إعادة الهيكلة بضم إدارات ووحدات وقنوات، فمثلا نحن لسنا في حاجة إلى قناة أولى وثانية وفضائية وتكفينا قناة واحدة، بحث استقلالية القنوات الإقليمية، تأجير أدوار داخل المبنى حتى لو كمطاعم على النيل، إعادة رصد التراث وبثه على قنوات مشفرة، فتح المجال لشراكات إعلامية إقليميا ودوليا، والأهم التعاون مع القنوات المصرية الخاصة في أطر فنية وبرامجية ودرامية، وأخيرا ترشيد الإنفاق .. فهل نبدأ الآن لإعادة الحياة إلى ماسبيرو المصريين.
………………………….
نقلا عن أخبار السياحة