25 مارس 2023 9:45 م
أخبار عاجلة

العودة إلى البيت الأبيض ..هل ينجح ترامب من جديد؟

ترامب

وحدة الدراسات

نهار الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني الجاري ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، ترشحه للرئاسة الأمريكية القادمة 2024 ، مقدما أوراق ترشحه لهيئة الإنتخابات الفيدرالية ، ومعتبرا أنه يمضي في طريق “جعل أمريكا أمة عظيمة مرة أخرى “.
والشاهد أنه منذ نهاية معركة إنتخابات الرئاسة 2020 ،وترامب لا ينفك يتحدث عن فترة رئاسية مسروقة منه ، ولم يترك فرصة الإ وشكك في شرعية الرئيس الحالي بايدن ورئاسته غير الشرعية بحسب وصفه .

ماذا بعد ؟ وهل هناك إمكانية ما لعودة ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض ؟
هذه هي علامة الإستفهام المثيرة للجدل ، في الداخل الأمريكي ، وحتى على الصعيد الدولي ، ذلك أن ترامب لم يكن رئيسا إعتياديا ، بل صاحب قفزات غير مفهومة ، وسياسات لا يمكن توقعها في الحال أو الإستقبال .

من المؤكد أول الأمر ، أن هناك ملايين من الأمريكيين ، يدعمون ترامب حتى الساعة ، ويرون أنه قد تعرض لظلم شديد ، وغبن بالغ ، ومن هذا المنطلق فإنهم يتحينون الفرصة للثأر من الديمقراطيين في الإنتخابات القادمة .

غير أن نتائج إنتخابات التجديد النصفي للكونجرس ، يمكن أن تشكك في الحقيقة المتقدمة ، لا سيما بعد خسارة أعضاء كثيرين من مجلسي الشيوخ والنواب ، دعمهم ترامب ، وأخلفهم الحظ .

لا يبدو طريق ترامب للعودة إلى البيت الأبيض سهلا أو معبدا هذه المرة ، وعلى خلاف مفاجأة 2016 ، و هناك تحقيقات مفتوحة حول أكثر من إشكالية .

في مقدمة العثرات التي ترقى إلى مستوى العقبات ، تأتي مسالة التحقيقات الدائرة في اللجنة التي تم بلورتها في مجلس النواب السابق ، للتحقيق مع ترامب ، وذلك في شأن علاقته بأعمال الشغب التي عاشتها البلاد نهار السادس من يناير كانون الثاني 2021 ، حيث دفع الآلاف من المؤيدين له للذهاب إلى الكونجرس ، ومحاولة إفشال إختيار بايدن رئيسا للبلاد .

على أنه ربما من المبكر القول ، ما إذا كان عمل تلك اللجنة سوف يستمر ، أم أنه وبعد سيطرة الجمهوريين ، ولو بفارق ضئيل علي الغرفة الأدنى في الكونجرس ، سوف يتم حلها ، وكأن شيئ لم يكن ، وبذلك يتخلص ترامب من عبء ثقيل يلاحقه .

لكن هنا ، ربما يتوجب علينا أن نتوقف أمام بعض الحقائق المثيرة للجدل ، وبخاصة في ظل القطع بأن الجمهوريين ليسوا على قلب رجل واحد ، فقد أظهرت المنافسات الإنتخابية الأخيرة ، أن عددا بالغا من أعضاء الحزب الجمهوري ، قد ساندوا مرشحين ديمقراطيين ، لا لهدف الإ المكايدة السياسية لترامب ، ومحاولة قطع الطريق عليه للرئاسة ثانية .

لم يكن من سبيل اللغو الحديث عن رفض المؤسسة السياسية الأمريكية ، جمهوريين وديمقراطيين ، لفوز ترامب ، الرجل القادم من بعيد ، والمنبت الصلة بدهاليز واشنطن وعوالمها الخفية ، وغير المتصالح مع الدولة العميقة ، بل الباحث عن أمريكا أخرى ، غير التي صارت إليها الأمور .

ومن بين العقبات الواضحة في طريق ترامب، تأتي قضية الوثائق السرية التي تم العثور عليها في منتجعه الخاص في فلوريدا ، وخلال الأيام القليلة الماضية ، سرت في الأجواء أنباء عمن قام بتسريب أخبار وجودها في منزله ، ولو صدقت الأقوال سيكون ترامب أمام كارثة حقيقية ،يمكنها أن تقضي عليه دفعة واحدة ، إذ يشاع أن أبنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر ، هما من يقفا وراء الإيقاع به وإفشاء ملكيته لتلك الوثائق السرية للغاية ، ويكاد المرء يصدق المشهد ، سيما أن إيفانكا قد رفضت دعم والدها لترشحه من جديد .

هنا ، وحال ثبوت تلك القصة ، سيتحدث الأمريكيون عن رجل لا تثق فيه أبنته ، فكيف للجماهير الغفيرة أن تثق به ، وتصوت له لولاية جديدة ، يقود فيها البلاد والعباد .

كان من الملاحظ جدا رد الفعل الفاتر إلى حد البارد ، من قبل شخصيات رئيسية في الحزب الجمهوري ، على خطاب ترشح ترامب ، وفي مقدم هولاء ، نائبه مايك بنس ، الذي رأى أن الناخبين الأمريكيين يبحثون عن شخصيات قيادية جديدة ، تمضي بأمريكا بعيدا عن حالة الإنقسام والتشظي الحادثة اليوم داخل المجتمع الأمريكي .

هنا يثور تساؤل مثير للجدل مرة أخرى :” هل قيادات الحزب الجمهوري ، مستعدة لترشيح ترامب مرة جديدة ؟

المؤكد أن الجواب ليس بالهين القطع به ، ذلك أن الأمر يعتمد على التصويت التمهيدي للمرشحين من قبل الحزب ، وغالب الأمر أن هناك معركة كبرى تجري في الكواليس ، بهدف الإعداد السريع لملاقاة ترامب .

فعلى سبيل المثال ، يبدو أن قطاعا واسعا من القيادات الجمهورية ، يرجح كفة حاكم ولاية فلوريدا ، المحامي المتميز ، والعسكري السابق الحائز على الميدالية البرونزية لكفاءته ، رون دي سانتيس ، والذي فاز فوزا كبيرا خلال إنتخابات فلوريدا الأخيرة ، وبفارق مليون صوت ونصف عن منافسه .

وعلى لوائح الجمهوريين أيضا ، هناك ثنائي يمكنه أن يغير الأوضاع ويبدل الطباع ، ونعني به نائب الرئيس بنس ، والذي أصدر مذكراته في ذات يوم إعلان ترامب ترشحه ، وكأنه يلفت من طرف خفي لإمكانية مشارعته ومنازعته على مقعد الجمهوريين في سباقات البيت الأبيض القادمة بعد عامين .

وبجانب بنس ، يمكن أن يكون على تذكرته كذلك ، وزير الخارجية السابق ، مايك بومبيو ، المحافظ الذي سيجد له حكما أتباع واشياع كثر من اليمينيين ، عطفا على المؤسسة العسكرية والإستخبارية وثيق ولصيق الصلة بها ، فقد عمل الرجل كمدير للإستخبارات المركزية الأمريكية ، قبل أن يحل في مقعد وزير الخارجية في إدارة ترامب .

هل سأم الجمهور الأمريكي من ترامب ؟
يمكن القطع بأن هناك أصوات عديدة تريد للبلاد أن تعود إلى الهدوء والعمل والبناء ، من غير ضجيج بلا طحين ، وبخاصة في ظل الأوضاع الدولية المتدهورة ، ومن هنا قد يكون من الأفضل أن يتوارى ترامب وبايدن معا ، وأن تفتح البلاد صفحة جديدة بقيادة شابة ، قادرة على صون الحلم الأمريكي.
والليالي حبلى بالمفاجأت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.