لقد استطاعت الدراما المصرية في الفترة الماضية خاصة أفلام الخمسينيات والستينيات من رسم صورة نمطية للموظف من حيث ادائه وساعات عمله، وكيف كان يقضي بقية يومه بين أسرته أو اصدقاؤه، أو على القهوة التي كانت قاسم مشترك في العديد من الأفلام.
وفي السنوات الأخيرة لم يعد شكل الموظف كما كان من قبل، بل صار التوجه العام مد ساعات العمل إلى ما بعد السادسة والسابعة مساءا، وتقليل عدد الورديات على حساب طول مدتها، وذلك مواكبة مع مراحل بعينها من الانفتاح وتصاعد دور القطاع الخاص.
والسؤال المطروح هل مد ساعات العمل انعكس على مستوى الأداء، وبالتالي على الناتج العام أو على جودة الخدمات. على الجانب الإنساني فقدنا جميعا فرص اللقاءات الأسرية والتمتع بباقي ساعات اليوم، حتى تحولنا إلى أشبه ما نكون بالآلات في حياة جافة تخلو من الحميمية والشعور بالدفء الأسري، فالكل يدرك أن نمط حياتنا تغير وتبدل بشكل كبير خاصة مع التطور الرقمي وظروف جائحة كورونا وضغوط الحياة. وعلى الجانب الإنتاجي لم تحدث الطفرة الإنتاجية والخدمية المتوقعة.
والملفت للانتباه أن الدراسات الاقتصادية الحديثة جاءت توصي بتقليص ساعات العمل كخيار استراتيجي يتيح المزيد من الحرية والقدرة على قضاء وقت الفراغ، وبما ينعكس ايجابا على مستوى الإنتاجية.
واليوم وفي ضوء التقدم الرقمي المذهل، ودخولنا عصر الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، نحتاج وبشدة إلى إعادة النظر في منظومة العمل، ليس فقط على مستوى ساعات العمل، إنما أيضا نمط وفرص العمل، وكيفية تحويلها إلى منظومة عمل رقمية تقدم فرصا ارحب وأوسع لتحسين وأنسنة بيئة العمل بما فيها عمل الموظف، لتكون بيئة داعمة نحو المزيد من الإبداع والابتكار لمستقبل يحتاج إلى هذه التغيرات الأن.
________________________
نقلا عن أخبار السياحة