بين الحرب على أوكرانيا والمواجهة مع الغرب واحتجاجات المعارضة،كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزة في إنتخابات الرئاسة الروسية لدورة ثالثة علي مدار ربع قرن، بعد إعلان فوزه الأحد في انتخابات رئاسية ستبقيه في الكرملين 6 أعوام أخرى، كقائد حربي يمسك بالسلطة بكلتا يديه، ويواصل تحديات البقاء أمام لعنة الغرب وإصرار امريكي علي استكمال محاولات النيل من روسيا واضعافها والقضاء علي أمبروطور روسيا او قيصرها القوي.
لكن دعونا نتساءل … كيف حول بوتين روسيا من بلد ضعيف الي قوة دولية عطمي، حتي اصبحت شوكة قوية في ظهر الغرب وأمريكا ، إليكم تفاصيل سريعة بعد نجاحه في تدشين ولاية جديدة بإجماع الناخبين تثبته علي مقعد رئاسة الكرملين حتي 2030 ليصبح اطول الحكام عمرا علي العرش منذعهد الأمبرطورة يكاترينا الثانية في القرت الثامن عشر.
في عام 1999 كانت روسيا دولة ضعيفة تعاني من التبعية العمياء للغرب، تواجه الفقر والتخلف في الصحة والتعليم، وتواجه حروبا انفصالية في القوقاز ومناطق أخري.
– في هذه الظروف برز اسم ضابط مخابرات سابق اسمه فلاديمير بوتين وكان توليه السلطة بمثابة انقاذ للحكم الضعيف انذاك، فعمل سريعا علي تشكيل فريق قوي من المخلصين واستطاع سحق التمرد في الشيشان، وفرض سيطرة مطلقة في الاقاليم .
– خلال ولايته الثانية نجح في تطهير البلاد من نقوذ حيتان المال، وهم رجال الأعمال المتحكمون بثروات البلاد ومصائرها، كما أسس شركات احتكارية وطنية كبري سيطرت علي كل القطاعات الحيوية وثروات البلاد، ظهرت من خلالها شركات النفط العملاقة مثل ” جاز بروم ” وغيرها .
– بحلول 2007 مع بداية ولاية بوتين الثانية ، بدأ يتنقد بوضوح شديد الولايات المتحدة الامريكية، لانها تنسب لنفسها السيادة المطلقة علي العالم ، ليدشن بذلك المرحلة الثانية لحكمه عبر اطلاق عملية الثأر من الغرب ، فاقتطع أجزاء من جورجيا في صيف عام 2008م ، تمهيدا لتمدده اللاحق بأوكرانيا عام 2014م ، وسوريا في عام 2015، وتتحول روسا علي يد القيصر بوتين من لاعب اقليمي الي دولة عظمي ذات تأثير في جميع الملفات الدولية والاقليمية .
– المرحلة الثالثة من حكم القيصر تمثلت في حرب اوكرانيا التي بدأت منذ عامين والتي لم يحقق حتي الأن انتصارا مطلقا فيها، لكنه يدخل مرحلته الثالثة اليوم وهو يمسك اسلحة قوية في مواجهة الغرب، لكنه يدخل ايضا وأمامه في الخارج تحديات جسيمة، لاتقل باي حال من الاحوال عن تلك التي واجهها القياصرة الكبار، الذين عمرو طويلا علي عرش الكرملين.
اتوقع أنه لا شيء يثني بوتين عن أهدافه، فقد وضع نصب عينه مهمة واحدة هي التخلص من هيمنة الغرب،و بناء عالم جديد”، ستكون روسيا دولة عظمي، وسيكون القيصر بوتين لاعب رئيسي ومؤثر في توجيه بوصلة العالم خلال الحقبة الزمنية القادمة.