دكتور أيمن الرقب
في مطلع العالم الجاري أعلنت منظمة بريكس انضمام عدة دول عربية للمنظمة بشكل رسمي وهي جمهورية مصر العربية ، المملكة العربية السعودية ، و دولة الإمارات العربية المتحدة.
مجموعة البريكس أصبحت تضم الان بجانب الثلاث دول العربية التي ذكرتها الارجنتين وإيران وإثيوبيا و الدول المؤسسة روسيا والصين والهند والبرازيل ، هذا التحالف الجديد يعيش به قرابة 40 بالمائة من سكان العالم ما يقدر 3.2 مليار نسمة ، وبقعته الجغرافية تقترب من ربع مساحة اليابسة ، وإجمالي الناتج المحلي تجاوز 32 بالمائة من الإجمالي العالمي ،اضافة إلى أن هذه الاقتصاديات النامية والصاعدة تنافس اقتصاديات الغرب .
تعمل هذه المجموعة على تشكيل نظام سياسي واقتصادي دولي متعدد الأقطاب قد يقود لكسر هيمنة الغرب على الاقتصاد والسياسة الدولية بشكل عام.
انضمام ثلاث دول عربية كبرى ومهمة لمجموعة البريكس دفع دول عربية عديدة للطلب بالانضمام لهذه المجموعة و ذلك برغبة عربية للتخلص من هيمنة الدولار والغرب على الأسواق المحلية والعالمية.
لقد خرج العرب من الحرب العالمية الثانية دون أن يكون لهم موقف ودور في تكوين المجتمع الدولي ومؤسساته حينها ، وذلك لعدة أسباب أهمها أن معظم الدول العربية كانت ترزح تحت الاحتلالات المختلفة ، و كان القرار العربي مسلوب منها ، كما أن الأمة العربية تقسمت إلى كيانات ودول كان من الصعب توحيدها في كيان واحد، وحتى هذه اللحظة رغم وجود جامعة الدول العربية ككيان جامع لكل الدول العربية ، إلا أننا لم نصل لحالة الاتحاد الاوروبي، رغم أن لغتنا واحدة وثقافتنا واحدة ومستقبلنا واحد.
لقد عملت دول استعمارية عدة احتلت الوطن العربي قبل وبعد الحرب العالمية الثانية لترسيخ الانقسام ورفع قيم الصراع في المجتمعات العربية ، ورغم إدراك الجميع لأهمية تحقيق وحدة عربية حقيقية تزيل الحواجز بين العالم العربي وتحرر اقتصاده وتنشأ اقتصاد عربي واحد ، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ، مشاريع كثيرة ومسميات ولكن بلا تأثير حقيقي على ذلك ، فالسوق العربي المشترك حتى الآن لم يرى النور واتفاقية الدفاع المشترك مجرد شعارات على الورق.
حتى لا يكون المشهد العربي قاتم برز في هذا العالم منظمات دولية تتجاوز الجغرافيا و الإثنية وتبحث عن رؤى تتجاوز سيطرة الأقوياء على مؤسسات العالم الحديث و اقتصادياته ومن ضمنها مجموعة البريكس ، هذا الإطار الاقتصادي سيكون له دور سياسي في المستقبل وقد يتمكن العرب من تجاوز كل إخفاقات سابقة ، ويصبحوا لاعبين دوليين في مجال صناعة القرار العالمي ، فالقوة الاقتصادية التي يمتلكها العرب تجعلهم قادرين على حجز مكان متقدم لهم في العالم الجديد و الذي سيشهد النور قريبا .