أ ش أ
أكد عالم الاجتماع البارز الدكتور حسن البيلاوي أن نشر التنوير وتأسيس نسق ثقافي مغاير في المجتمع من شأنهما الإعلاء من شجاعة إعمال العقل والحث على الحوار العقلاني المستنير ، بما يصب في صالح تنمية المجتمع وتقدمه .مشيرا إلى أن نشر التنوير وإعمال العقل في ثقافة الحس العام المشترك بين الجمهور أصبح ضروريا في مواجهة تغلغل صناع الأيديولوجية الأصولية في المجال العام.
وشدد البيلاوي – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء – على أن الحوار العقلاني المستنير في المجتمع، مـن شأنه أن يجعل الجمهور قوة داعمة للمثقفين المستنيرين، وقوة داعمة للعلماء وللقيادة السياسية الساعية إلى التغيير وتشجيع البحث العلمي.
وقال إن “التربية” في جوهرها تشير إلى مفهوم شامل يدل على ذلك المجال الواسع الذي يتسع باتساع حركة المجتمع وكل مجالاته المتعددة ، ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ، لافتا إلى أنها (التربية) تعد القاعدة الاجتماعية الكلية التي تشكل الرابط القوي فيما بين الثقافة والأيديولوجية من اتصال.
والدكتور حسن البيلاوي هو أستاذ في علم الاجتماع التربوي في جامعة حلوان، إضافة إلى كونه الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، وقاد وطور دراسات ومشروعات في مصر وفي عدة دول عربية أخرى.
وللبيلاوي العديد من الإنجازات، حيث يعد الباحث الأول لتقريري المعرفة العربي الثاني والثالث (تقرير المعرفة العربي الثاني لعام 2010/2011)، و(تقرير المعرفة العربي الثالث لعام 2014)، الصادرينِ عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، كما شَغَل منصب مدير المعايير القومية لمشروع التعليم المصري، وعمل مستشارا أول للإطار التوجيهي لمعايير أداء المُعلمين العرب.
وقال عالم الاجتماع الدكتور حسن البيلاوي إن نشر التنوير وإعمال العقل في ثقافة الحس العام المشترك بين الجمهور أصبح ضروريا ؛ بينما نرصد تغلغل صناع الأيديولوجية الأصولية في المجال العام.
وأوضح البيلاوي أن هناك أيديولوجية تزيف الوعي وتبطل إعمال العقل وتنشر التطرف ، “متدثرة بالدين والموروث الثقافي”، معتبرا أن أي عملية تغيير حقيقي تهدف إلى الانتقال بالمجتمع إلى وضع قادم يسعى إليها لتحقيق التقدم على مسار الحضارة تتسارع فيها متغيرات التطوير والتقدم ، لا يتم إلا من خلال نشر التنوير، وتكريس مُثلُ التنوير بين الجماهير في إعمال شجاعة العقل، والثقة في العلم، والإنسانية والتقدم.
وصدر حديثا عن دار المحروسة كتاب “نقد الأيديولوجيا في التعليم والمجتمع” للدكتور حسن البيلاوي، بتقديم من الفيلسوف الكبير الأستاذ الدكتور مراد وهبه، الذي قال في مقدمته إذا أردت أن تقرأ في فلسفة التربية أو فلسفة التربية في زمن الإرهاب فإن هذا الكتاب يأتي في الصدارة بلا منافس.
ويضم الكتاب تسعة فصول، ويأتي الفصل الأول بعنوان “تمهيد في ضرورة النقد: المعنى والمنهج”، والفصل الثاني حول “الثقافة والتربية والأيدلوجية”، والفصل الثالث عن “إشكاليات إصلاح التعليم”، والرابع عن “المرتكزات الأساسية في إصلاح التعليم: التنوير نسق ثقافي مغاير”، أما الفصل الخامس فجاء بعنوان “أوهام وأساطير الدعوة إلى التعليم الفني قبل الجامعي”.
وتحت عنوان “رباعية الديموقراطية عند مراد وهبه” ، جاء الفصل السادس، وتناول الفصل السابع “الديموقراطية والتنوير في حجرة الدراسة”، والفصل الثامن عن “قضية التنوير كمدخل لمحو الأمية”، والتاسع والأخير عن “عمل الأطفال”.
ويدعو الكتاب في مجمله إلى فتح حوار عقلاني وناقد لواقعنا الثقافي والاجتماعي بما يمكن من كشف ما نعيشه من إشكاليات كامنة في ثلاثية الثقافة والتربية والأيديولوجيا، وعلاقة تلك الثلاثية بالتنمية، وضرورة الوصول إلى مقاربات فكرية مستنيرة تتجاوز إشكاليات الواقع، وتضيء طريقا على مسار تقدم الحضارة.