حنان البدري / من واشنطن
في تصرف تأخر كثيرا، اعلن الرئيس الأمريكي بايدن نيته في تقديم إعتذار رئاسي الي السكان الأصليين للأراضي الأمريكية – الهنود الحمر- بسبب تجاوزات مارسها الرجل الأبيض و الحكومة الفيدرالية ضد الأمريكان الأصليين، ما بين عام 1819 و حتى السبعينيات، حين أنشأت الحكومة الفيدرالية ودعمت ما يسمى بالمدارس الداخلية في جميع أنحاء البلاد و جمعوا فيها أطفال ألاسكا الأصليين والهنود الأمريكيين وهاواي الأصليين لإرغامهم علي اعتناق الثقافة الأمريكية البيضاء و ذلك بإبعادهم قسرا عن أسرهم ومجتمعاتهم وأنظمة معتقداتهم.
و قد تعرض هؤلاء الأطفال الذين اجبروا علي البقاء بهذه المدارس الداخلية للإيذاء العاطفي والجسدي، وتوفي كثير منهم.
جدير بالذكر أنه منذ أن تولى بايدن الرئاسة بدأت التحقيقات الفيدرالية في الأمر حيث تولت وزيرة الداخلية ديب هالاند وإدارتها فتح تحقيق اتحادي هو الاول على الإطلاق في نظام المدارس الداخلية تلك وأكملت برنامج “الطريق إلى الشفاء” للاستماع إلى الناجين من مدارس الرعب الداخلية تلك .
و كانت الحكومة الأمريكية قد أدارت أكثر من 400 مدرسة من هذه النوعية علي مدي أكثر من 150 عاما. هالاند هي أول أمريكية أصلية تشغل منصب وزير .
و قد تهدج صوت هالاند أثناء حديثها مع الصحفيين علي متن الطائرة حول ذلك التاريخ المخزي و قالت:
“لأكثر من قرن من الزمان، تم أخذ عشرات الآلاف من أطفال السكان الأصليين، الذين لا تقل أعمارهم عن أربع سنوات، من أسرهم ومجتمعاتهم وأجبروا على الالتحاق بالمدارس الداخلية التي تديرها حكومة الولايات المتحدة والمؤسسات الدينية. يشمل هذا عائلتي. لعقود من الزمن، تم إخفاء هذا الفصل الرهيب من كتب التاريخ لدينا. ولكن الآن، سيضمن عمل إدارتنا ألا ينسى أحد أبدا”.
وأضاف هالاند: “هذا هو منزلنا”. نحن نحب هذا البلد. لقد قاتلنا من أجل هذا البلد، حتى قبل أن نكون مواطنين، حتى قبل أن نتمكن من التصويت. لذلك أريد أن أوضح أن الأمريكي الأصلي فخور، وهذا الاعتذار، يعني أكثر مما يمكن أن تقوله الكلمات.”