أشرف عطوة
مما لاشك فيه ان سرعة ايجاد حلول للمنازعات والقضايا والعمل على انهائها له العديد من الفوائد لافراد المجتمع ومن المعروف ان الوساطه عرفت فى العرف الاجتماعى فى مختلف المجتمعات منذ زمن بعيد.
ويحث الاسلام على الصلح والسعى لحل النزاعات ووردت ايات كثيره فى القران الكريم ومنها بسم الله الرحمن الرحيم﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ صدق الله العظيم
الأيه 128 من سورة النساء
ولاننسى صلح الحديبيه كان بين النبى محمد صلى الله عليه وسلم وكفار قريش فى العام السادس الهجرى وكذلك وردت احاديث كثيرة عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم تحث على السعى لفض النزاعات والصلح وعمل الخير وكانت المجالس العرفيه المنتشرة فى المجتمع فى القرى والمدن تقوم بعملية المصالحه و انهاء النزاعات بين الاشخاص والعائلات فى النزاعات الاسرية وغيرها وهى تؤدى فى الغالب الى انهاء النزاع بطريقة ودية بحيث يتراضى طرفى النزاع ومن ثم ينتهى ونحث على عودة هذه المجالس العرفيه فى القرى والمدن لحل النزاعات والخلافات بين افراد المجتمع خاصة الخلافات الاسريه للحد من انتشار الطلاق والمحافظه على الاسره و ليعم السلام الاجتماعى وتوجد بعض القوانين تلزم المتقاضين باللجؤ الى لجان فض المنازعات قبل اللجؤ للتقاضى وفى الدول الغربيه وامريكا اسسوا للوساطه القانونيه مراكز متخصصه فى الوساطه و لها القوانين التى تنظم وتعرف عملية الوساطه وطريقة عمل الوسيط واصبحت تحل كثير من الاقضية فى مختلف المجالات
والوساطة القانونية عملية يقوم فيها طرف محايد (الوسيط) بمساعدة الأطراف المتنازعة على الوصول إلى حل توافقي يرضي الجميع اى انها عملية يتم من خلالها مساعدة طرفين متنازعين على الوصول إلى حل توافقي لمشكلتهما وذلك بمساعدة طرف محايد يسمى “الوسيط” و تختلف الوساطة عن التقاضي التقليدي وعن التحكيم حيث لا يتم فرض حل على الأطراف، بل يتم التوصل إليه بالتراضي وتترك للأطراف حرية اتخاذ القرار
ومميزات الوساطه كثيره منها سرعة الإجراءات مقارنة بالتقاضي، تتميز الوساطة بسرعة إنجازها وتوفير الوقت والجهد وتساعد كذلك فى الحفاظ على العلاقات بين الأطراف المتنازعة خاصة فى النزاعات الاسرية والتجاريه وتتميز الوساطه بالخصوصية حيث تتم إجراءات الوساطة بشكل سري، مما يحافظ على خصوصية الأطراف وعادة ما تكون تكاليف الوساطة أقل من تكاليف التقاضي
وتوفر الوساطه مرونة الحلول حيث تتيح الوساطة للأطراف إيجاد حلول إبداعية ومخصصة لحالتهم وتمم عملية الوساطه بخطوات سهله ويمكن ان يقوم بها مركز متخصص فى الوساطه او من خلال وسيط مستقل من خلال جلسات بين الاطراف لتسهيل عملية التفاوض للوصول الى حل يرضى الطرفين و في حال التوصل إلى اتفاق، يتم تحريره وتوقيعه من قبل الأطراف والوساطه من الطرق البديله لحل النزاعات والخلافات وتختلف عن التحكيم والتقاضى ويمكن اللجوء إلى الوساطة لحل العديد من النزاعات والاقضية وتهتم الوساطة بمصالح الأطراف وليس بحقوقهم القانونية فقط وكذلك تتيح الوساطة للأطراف إيجاد حلول مبتكرة ويمكن تعديل الإجراءات لتناسب احتياجات الأطراف ولذلك تعد الوساطة القانونية أداة فعالة لحل النزاعات بشكل سريع وبالتراضى ولذلك علينا القيام بما يلزم لوضع الوساطه فى مكانها الصحيح كوسيلة بديلة لحل الخلافات وانهاء النزاعات والقضايا ووضح الحماية القانونية اللازمه لها وتنظيم العمل بها وانشاء مراكز متخصصه لها لما لها من اهمية بالغة فى دعم استقرار المجتمع ونشر السلام الاجتماعى.
______________________________________________________
الكاتب – محامى بالنقض ومحامى امام المحكمة الجنائية الدولية