أخبار عاجلة

بوتين- القيصر الذي لا ينسى.. دراسة

بوتين

وحدة دراسات المراقب

بهدوء أعصاب يليق برجل مخابرات عتيد، من زمن الإتحاد السوفيتي،وبقدرات سيد من أسياد ال KGB القدامى، عطفا على ملامح وجه بارد، تشعر وكأنه من عالم أخر بعيد عن تفاعلات الأحياء، وبالضبط كما وجه لاعب البوكر المحترف، والذي لا يمكنك قراءته، يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين يطل على العالم .

لا يمكنك أن تفك شفرات هذا الرجل، أو تخوض في أعماقة نفسه، وقد أخفقت جيوش علماء النفس في الغرب، في توقع خطواته، والديلي ما جرى في أوكرانيا قبل قرابة ثلاثة أعوام .

علاقة بوتين بالغرب عامة، وبالولايات المتحدة الأميركية خاصة، علاقة مثيرة وخطيرة في ذات الوقت، فالرجل يحمل في عقله وقلبه ثأر قديم ، وغالب الظن أنه يود أن ينتقم لبلاده مما جرى لها على أيدي النخبة الليبرالية، والتي اذاقت شعوب الجمهوريات السوفيتية السابقة الهوان ، قبل ثلاثة عقود .

لم يوار أو يدار بوتين في تصريحات سابقة، أسفه لما جرى في نهاية فترة غورباتشوف، وقد أعتبر أن تفكيك الإتحاد السوفيتي، بل في واقع الأمر تفخيخه، إنما كان الخطيئة الأصلية الكبرى في القرن العشرين .
هل لا يزال بوتين يسعى جاهدا لردع الصاع صاعين ؟
مؤكد أنه يسعى في هذا السياق، بقدر ما تسمح له الأدوات المتوافرة، وربما بعيدا عن الصواريخ النووية العابرة للقارات، وإن كان لن يوفرها عن مرحلة معينة.

غير أنه من رحة القدر بالنسبة إليه، أن الإختراعات الحديثة، ربما مكنته من آليات هجومية قاتلة وفتاكة، لكن من غير أن يطلق رصاصة واحدة، أو يدخل في إشتباك عسكري .

حين أعلن فوز بوتين في إنتخابات الرئاسة الروسة عام 2012، بعد غياب قليل، هاجمت وزير الخارجية الأميركية في ذلك الوقت، هيلاري كلينتون، نتيجة تلك الإنتخابات، وأعتبرتها مزورة .

لم تكن تصريحات كلينتون تغير الشيئ الكثير على الأرض، غير أن الفرصة قد حانت للرجل بصورة مباشرة في إنتخابات الرئاسة الأميركية 2016، حين قارعت دونالد ترمب، ورغم أن كافة التوقعات كانت تقطع بفوز هيلاري ، إلا أن أختراقا بعينه لحلمتها الإنتخابية غير الأوضاع وبدل الطباع .

لم يستطع أحد في الداخل الأميركي أن يثبت علاقة روسيا بما جرى رسميا، لكن الجميع يقطع بأن القيصر خلف من وراءه عمدا ما يشير إلى أنه موجود وأن الهجوم عليه أمر مكلف ..هل سيعادو الرجل الكرة هذه الأيام ؟
قبل الجواب المباشر، ربما يعن لنا أن نجيب عن السؤال الأكثر أهمية :” هل باتت وسائل التواصل الإجتماعي، سلاحا فاعلا وبقوة في سياق تحديد الفائز بالرئاسة الأميركية القادمة؟ .

لم يعد هناك شك في أن وسائل/ وسائط التواصل الإجتماعي قد أصبحت وسيلة أساسية في الحملات الإنتخابية، حيث أبتعد المرشحون عن منهجية المصافحة وتقبيل الأطفال التقليدية ، وكان تأثيرها في طليعة المحادثات مع إقترابنا من شهر نوفمبر تشرين الثاني .
وعند البروفيسورة ” إيمي بيكر “، أستاذ الأتصالات في جامعة لويولا، والمتخصصة في عالم الترفيه السياسي أن ” الإنتخابات الرئاسية الأميركية تكتسب أهمية إضافية في ضوء التهديدات الأخيرة للديمقراطية ، وتزايد إنعدام الثقة في الساسة ووسائل الإعلام . وتضيف :” أعتقد أننا نشهد خيارا حقيقيا بين المعايير الديمقراطية والإستبداد في جميع أنحاء العالم “.
وتؤكد في الوقت عينه أن وسائل التواصل الإجتماعي باتت أداة جديدة ووسيلة محدثة لمخاطبة الجمهور أثناء الحملات الإنتخابية فهي تسمح للمرشحين بتوزيع المعلومات والقيام بالحملات الإنتخابية ، فضلا عن كونها مصدر للأخبار للناخبين .
هل يحصل بعض الناخبين البالغين بالفعل على معلوماتهم من خلال المواقع الإلكترونية وبقية وسائط التنقيات الحديثة ؟
في قراءة لمركز بيو للاستطلاعات في واشنطن وقد أجري في الفترة بين أكتوبر 2019 ويونيو 2020، أن 18.8% من البالغين في الولايات المتحدة يحصلون على أخبارهم السياسية في المقام الأول من خلال وسائل التواصل الإجتماعي .
ولعل الأكثر إثارة هو أن وسائل التواصل لم تصبح المصدر الرئيسي فحسب، بل بأتت المؤثر أيضا على نتائج الإنتخابات السابقة .
وفقا لدراسة أجرتها جامعة برينستون :” خفض تويتر تصويت الجمهوريين في الإنتخابات الرئاسية لعامي 2016 و 2020 ، لكن تأثيره على إنتخابات الكونجرس والإنتخابات الرئاسية السابقة كان محدودا . تشير الأدلة المستمدة من بيانات الإستطلاعات والأنتخابات التمهيدية وتحليل النصوص لملايين التغريدات إلى أن المحتوى الليبرالي نسبيا لتويتر ربما أقنع الناخبين ذوي الإرادة المعتدلة بالتصويت ضد دونالد ترمب .
وبناء على هذه النتائج ، أصبح من الواضح أن المحتوى الذي يقدمه المرشحون قد يؤدي إلى نجاح أو فشل آمال أي مرشح في الفوز بالرئاسة .
عطفا على ذلك فإن وسائل التواصل الإجتماعي باتت تشكل مصدرا مهما للمعلومات بالنسبة للناخب العادي ، وخاصة بالنسبة للشباب الذين يفضلون الحصول على معلوماتهم من تلك الوسائل بدلا من مصادر الأخبارة التقليدية . وعندها فقط ترى مصادر الأخبار والمحتوى الذي يتفق مع وجهة نظرها ، بالإضافة إلى ذلك فهناك الكثيرون ممن يفتقرون إلى القدرة على فصل الحقيقة عن المعلومات المضللة أو المزيفة.
وفي كل الأحوال، فإنه من الصعب بشكل عام، فك رموز المعلومات المضللة والمغلوطة ، ولكن القيام بذلك عبر سائل التواصل الإجتماعي قد يكون أكثر صعوبة ، وعليه فإنه عند مشاهدة المحتوى على وسائل التواصل الإجتماعي ، تقع على عاتق الفرد مسؤولية إجراء أي بحث خارجي .

 

عن سيد العادلى

شاهد أيضاً

رويترز: مصر وقطر والولايات المتحدة يضمنون تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار بغزة

ذكرت وكالة أنباء رويترز، أن مصر وقطر والولايات المتحدة هي من ستقوم بضمان تنفيذ اتفاقية …