رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة في رسالة لترامب.. أعاتب فيك التناقض الواضح

المستشار جمال التهامي

أخاطبك اليوم معاتبًا التناقض الواضح في مواقفك تجاه قضية الهجرة، بين ما دافعت عنه فيما يخص حدود الولايات المتحدة، وما يجري طرحه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

لقد كنت من أشد المعارضين للهجرة غير الشرعية إلى أمريكا، واتخذت قرارات صارمة لمنع تدفق المهاجرين من المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، مؤكدًا أن لكل شعبٍ وطنه الذي يجب أن يبقى فيه. دافعت عن سياساتك بحزم، ورفضت أن تتحمل الولايات المتحدة عبء سكان الدول المجاورة، وكنت واضحًا في أن الحل يكمن في أن يبقى كل شعب داخل حدوده، في وطنه الذي ينتمي إليه.

ولكن، عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، نرى موقفًا مختلفًا تمامًا. بدلاً من دعم حقهم في البقاء في أرضهم، وفقًا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مثل القرار 194 الذي أكد حق اللاجئين في العودة، والقرار 242 الذي شدد على ضرورة انسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية، نجد سياسات تدفع باتجاه تهجيرهم أو إجبارهم على البحث عن حلول خارج وطنهم. كيف يمكن تبرير رفض تهجير المكسيكيين من أمريكا، بينما يتم التغاضي عن مخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم التاريخية؟

إنني أذكّرك بأن المبادئ لا تتجزأ، فإذا كنت ترفض استقبال شعوب الدول المجاورة لأمريكا لأنهم ينتمون إلى أوطانهم، فعليك أيضًا أن تدافع عن حق الفلسطينيين في البقاء في وطنهم فلسطين، ورفض أي محاولة لإجبارهم على الرحيل إلى أماكن أخرى. الموقف العادل هو الذي يقوم على مبدأ ثابت لا يتغير وفقًا للمصالح السياسية، بل يحترم حقوق الشعوب في البقاء على أرضهم.

أتمنى أن يكون موقفك في المستقبل أكثر اتساقًا مع القيم التي تدافع عنها، وأن تدعم حق كل شعب في وطنه دون استثناء. المستشار احمد جمال التهامى.رئيس حزب حقوق الانسان والمواطنه .

عن سيد العادلى

شاهد أيضاً

في الذكري ال 15 لتولي الدكتور الطيب مشيخة الأزهر.. يد تحافظ على الهوية الأزهرية والأخرى تبني جسور الحوار والسلام.. تقرير

قسم التحقيقات  منذ اليوم الأول لتولي فضيلة الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب، مشيخة الأزهر …