بعد أيام قليلة يهل علينا شهر رمضان الكريم أعاده الله على الجميع بكل الخير … شهر ننتظره من العام للعام… شهر تتجلى فيه أسمى المعاني والقيم… تكثر خلاله العبادات والصلوات.. وتزدحم المساجد … وتتوزع الصدقات … وتجتمع الأسر .. وتتزين الشوارع .. فما أجمله من شهر.
هذه الصورة الجميلة – للأسف – تبدو مغايرة تماما على شاشات القنوات التليفزيونية.. فنجد مسلسلات بها من المشاهد ما لا يحترم قدسية هذا الشهر، وبرامج توك شو أقل ما يقال عنها إنها برامج الإثارة والفضائح، ومقالب سخيفة وسمجة.
ويظل الأسوأ دوما الإعلانات خاصة إعلانات التبرع، فعلى الرغم من ظهور تقارير رصد إعلامي من مؤسسات متخصصة تؤكد أن إعلانات التبرع التي تبث تنتهك كرامة الإنسان ولا تحترم حقوقه… فنجد إعلانات الكرتونة مجسدة المهانة لبعض البسطاء، بل ويهل علينا رجال الدين الذين اصبحوا نجوما إعلامية ليحثوا المشاهدين للتبرع لهذه المؤسسة أو تلك… وذات الشئ في استخدام فنانين أو رياضيين في محتوى غير مهني، وكله من أجل جمع التبرعات… ولكن في الغالب تكون النتيجة الشعور لدى المشاهدين بالألم والرثاء لاستغلال المرضى والفقراء والبسطاء.
لذا من المأمول أن تقوم المؤسسات الإعلامية ذات الاختصاص بالرقابة والمتابعة القيام بدورها لوقف كل ما يمثل انتهاكا أو سلوكا غير مهني ولا يتوافق مع مواثيق الشرف المهنية خلال شهر رمضان وطوال العام. والدعوة لرجال الدين بأن يتركوا الإعلانات ويعودوا إلى دورهم الحقيقي في التوعية بالدين الصحيح عبر منافذهم التي يجب أن يتحدثوا منها، وأخيرا أتمنى من صناع الإعلانات أن تكون إعلانات التبرع إعلانات كما كان يقال عنها في الماضي إعلانات مبوبة تحمل معلومات وأرقام وطرق للتبرع، دون رقص وأغاني وخلاعة .. أو دون دموع وقهر .
_________________
نقلا عن مجلة أخبار السياحة