قرار التعويم متأخر، ولكنه إيجابي، ولا يصح ان يكون الهدف من إصداره هو الحصول علي قرض البنك الدولي فقط، واذا لم نقم بإخراج البضائع من المواني، والتي قيمتها ما يقرب من ٧ مليار لتوفير البضائع، وإشباع السوق ، وحدوث دوره رأس مال ، وكذلك طلبنا من البنوك فتح الاعتمادات المتوقفة، لنعاود حركه دوران السوق فان قرار التعويم سيتم تجريده من معناه وفوائده، واجراءات خروج البضائع من المواني وفتح الاعتمادات في البنوك ستصيب السوق السوداء للدولار في مقتل، ويعاود الجنيه انتعاشه، لن نستطع عمل ذلك إلا إذا تم تغيير أسلوب العمل في رمضان ، من المستحيل ان تفعل البنوك ذلك وهي تعمل ٤ ساعات في اليوم، اما ان نغير مواعيد العمل او نفتح البنوك فتره مسائيه، اما المواني فهي تحتاج للعمل ٢٤ ساعه.
مصر لن تتخطي العقبات بالكسل والاعتكاف، ولكن بالإيمان بان العمل عباده، واذا لم نغير سياستنا الاستثماريه، بحسن استغلال الانفراجة الدولارية، وقمنا بصرفها علي مشروعات أسمنتيه وكأن من بني مصر كان مقاولا، فبذلك سنعيد نفس الأخطاء، إذا بنينا مدنا وطرق وكباري وعواصم من اجل احفادنا، فاننا قبل ذلك نود بناء مشروعات استثماريه صناعيه او زراعيه من اجل التصدير، لضمان توفير حصه من العمله الصعبه تأتي بمجهودنا، وليس بالسلف، ونصرف منها علي تعليم الحفيد، لانه لامنفعه للطرق والعواصم لهذا الحفيد إذا لم يكن متعلما، وتربي في جو صحي، ومجتمع منفتح، او وجد نفسه مضطرا لسداد ديون أساء صرفها اجداده السفهاء .