متابعات- خارجي
تواصل حكومة الاحتلال الصهيوني هجومها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2024، حيث استشهد أكثر من 35 ألف فلسطيني، وتستمر المعاناة الإنسانية والأزمة التي يعيشها سكان القطاع.
سابقة داخل المخابرات العسكرية الأمريكية
أعلن ضابط في وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، الاثنين، استقالته احتجاجا على سياسات بلاده تجاه الحرب في غزة ودعمها “غير المشروط تقريبا” لإسرائيل.
وتشكل هذه الخطوة سابقة من نوعها داخل المخابرات العسكرية الأميركية التابعة للبنتاجون منذ السابع من أكتوبر الماضي، قدم ضابط استقالته بسبب دعم بلاده لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وقال الضابط هاريسون مان، في منشور عبر لينكد إن: “في مرحلة ما، أيا كان المبررات، إما أن تقوم بسياسة تمكن المجاعة الجماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك”.
وذكر مان أنه قدم استقالته في الأول من نوفمبر، أي بعد أقل من شهر من هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر وبداية القصف الإسرائيلي.
ووفقا للجيش الأمريكي، قضى مان وقتا في تونس والبحرين والكويت وكوريا الجنوبية خلال خدمته العسكرية التي استمرت 13 عاما.
وأضاف الجيش، في بيان، أن مان طلب استقالة غير مشروطة في 29 نوفمبر، حيث يطلب الضابط طوعا تسريحه بعد استكمال التزامات خدمته، تمت الموافقة على طلبه 8 يناير 2024، وستصبح سارية المفعول في 3 يونيو.
مان عمل في وكالة الاستخبارات الدفاعية منذ أغسطس 2021 كمحلل لشؤون الشرق الأوسط، وخدم في الجيش لمدة 13 عاما، التحق خلالها بمدرسة الحرب الخاصة، بالإضافة إلى كلية كينيدي بجامعة هارفارد، وتخرج من جامعة وليام وماري في 2011، ودرس في الجامعة العبرية بالقدس في 2008، والجامعة الأمريكية ببيروت في 2009، وكلية بيت لحم للكتاب المقدس في 2010.
واستقالت مسئولة في وزارة الخارجية الأمريكية تعمل في مجال حقوق الإنسان في الشرق الأوسط في مارس ٢٠٢٤ ، احتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة
وبعد عام من عملها، استقالت أنيل شيلين، 38 عاما، من منصبها كمسؤولة للشؤون الخارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، وجاءت نصف مدة عملها في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي مقابلة لـ”واشنطن بوست”، قالت شيلين إن “تركيزها كان ينصب على تعزيز حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو العمل الذي تعقد بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة ومجموعة من الآثار الأخلاقية والقانونية والأمنية والدبلوماسية المصاحبة للولايات المتحدة”.
وأوضحت شيلين أنها “حاولت إثارة المخاوف داخليا من خلال برقيات المعارضة وفي منتديات الموظفين، لكنها خلصت في النهاية إلى أنه لا جدوى من ذلك طالما تواصل الولايات المتحدة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل”.
وسبقها استقالة احتجاجية من قبل جوش بول، الذي كان مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية حيث يعمل على مراقبة عمليات نقل الأسلحة إلى الحكومات الأجنبية.
وأشاد بول بشجاعة سيلين في الاستقالة، قائلا: “عندما يشعر موظفو هذا المكتب أنه لم يعد هناك ما يمكنهم فعله، فهذا يتحدث كثيرا عن تجاهل إدارة بايدن للقوانين والسياسات والإنسانية الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية التي يوجد المكتب من أجل تعزيزها”.
يذكر أنه في فبراير الماضي أشعل آرون بوشنيل أحد جنود القوات الجوية الأمريكية النار في نفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدما قال إنه “لم يعد من الممكن أن يكون متواطئا في الإبادة الجماعية”.
ويشار إلى أنه في أكتوبر 2023 استقال مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الصراع في إسرائيل وغزة، معلنًا أنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل ووصف رد الإدارة بأنه “رد فعل متهور” قائم على “الإفلاس الفكري”.
وكان المسئول، جوش بول، مديرا للشؤون العامة والكونجرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، الذي يتعامل مع عمليات نقل الأسلحة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
ويمثل رحيله مؤشرا نادرا من الانزعاج الداخلي إزاء دعم الإدارة القوي لإسرائيل، أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة، واصفة هذا التطور بأنه استعراض علني غير عادي للمعارضة داخل جهاز السياسة الخارجية للرئيس بايدن، الذي عمل على منع مثل هذه التعبيرات عن الإحباط من الانتشار.
وأمضى بول أكثر من 11 عاما في وظيفته، التي ينسق من خلالها العلاقات مع الكونجرس والرسائل العامة لمكتب رئيسي يتعامل مع المساعدات العسكرية. وقال إنه لا يستطيع قبول الاستمرار في وظيفة قال إنها تسهم في مقتل مدنيين فلسطينيين.
وقدم مسؤول كبير أيضا في وزارة التعليم الأمريكية استقالته بسبب موقف الولايات المتحدة من حرب قطاع غزة والقصف الإسرائيلي المدمر الذي أحدث كارثة إنسانية وصحية في القطاع.
وقال المستشار بوزارة التعليم الأمريكية، طارق حبش، في خطاب الاستقالة الذي نشرته شبكة “إن بي سي نيوز”: “لا استطيع مواصلة التزام الصمت بينما تغض هذه الإدارة الطرف عن الفظائع التي ترتكب ضد الفلسطينيين الأبرياء خلال حملة الإبادة الجماعية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية بحسب وصف خبراء بارزين في مجال حقوق الإنسان.. ولهذا يتعين علي أن استقيل”.
وأضاف حبش أن الولايات المتحدة فشلت في إقناع إسرائيل بالتوقف عن استخدام “أساليب العقاب الجماعي” ضد الفلسطينيين.
علي الجانب الآخر قدم عدد من المسئولين في إدارة بايدن استقالتهم احتجاجًا على السياسة الامريكية تجاه الحرب، كما ذكر لــ” The associated press” .
فقد دعمت الولايات المتحدة بقوة حرب إسرائيل منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس يوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، لكنها تزايدت انتقاداتها للخسائر الفادحة التي يتكبدها المدنيون الفلسطينيون في غزة، وكانت صريحة بشكل خاص ضد خطة إسرائيل لغزو رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة؛ حيث يحتمي نحو 1.5 مليون فلسطيني هربًا من القتال في أماكن أخرى، قائلة إن أي هجوم كبير هناك من شأنه أن يؤدي إلى ضرر محتمل للمدنيين وينبغي تجنبه.
وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليارات دولار لإسرائيل، وينتقد مسؤولون أميركيون بارزون تل أبيب بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين بغزة، إذ خلفت الحرب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء.
قدمت أمريكا منذ 7 أكتوبر ما يقرب من 21 ألف ذخيرة موجهة إلى إسرائيل استخدمت نصف كميتها في غزة.
ونقلت واشنطن الأسلحة جوا مباشرة واستندت مرتين إلى قواعد الطوارئ لتجاوز موافقة الكونجرس.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، زوّدت أمريكا إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة.
كما تستخدم الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حق النقض “الفيتو” بمجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات ينظر إليها على أنها تنتقد إسرائيل أو تحقق في ارتكابها جرائم إبادة في غزة.