في يوم ٧ اكتوبر الماضي، قامت حماس بهجوم عسكري جيد التنظيم والتنفيذ، حققت فيه انتصار تكتيكي عسكري علي اكبر قوه عسكريه بالمنطقه، وحطمت اقوي نظم المراقبه العسكريه في العالم المعتمده علي الأقمار الصناعيه وأجهزه مراقبه واستخدام مكثف للذكاء الاصطناعي. وقد قامت حماس بالتنظيم وبالتخطيط والتنفيذ لهذه العمليه العسكريه بإمكانات ضعيفه، وأسلحه غير متطوره وبدون غطاء جوي.
من المفترض بعد انتهاء الجوله العسكريه والفوز الكبير ان تحقق حماس من غنائم الحرب تحقيق أهداف سياسيه ، وهي الافراج عن أسراها المعتقلين في إسرائيل وان تدخل في مباحثات سياسيه تحقق منها فتح سجن غزه الكبير، وامتلاك مجالها الجوي والبحري ونيل اعتراف دولي، وتحقيق وضمان معيشه طيبه لسكان القطاع.
لكن للأسف فان حماس علي وشك الانهيار، ويعرف الكثيرون من السياسيين انها انتهت او في طريقها للانتهاء، وأنها لن تحكم غزه مستقبلا. اسباب هذه النكسه او ما يمكن ان نطلق عليها نكبه حماس، ترجع لعده اسباب هي كالآتي؛-
١- حماس هي الابن الأصغر لتنظيم الاخوان المسلمون، ومنذ إسقاط مصر لهذا التنظيم فانه نال ضربه قاصمه علي المستوي الدولي، وحماس ظلت علي نفس الدرب ولم تحاول الخروج من عباءه الاخوان الخاسره، لتلحق بهم اخيرا.
٢- منذ الظهور الاول لحماس فإنها اتّبعت اسلوبا مغايرا في قضيه الشعب الفلسطيني مع اسرائيل، فمنذ إطلاق وعد بلفور وبعده اعلان دوله اسرائيل عام ،١٩٤٨ وخلال الحروب العربيه الاسرائيليه، فان قضيه الشعب الفلسطيني هي قضيه قوميه، وقضيه كفاح ضد احتلال، كفاح وطني يهدف للحصول علي حقوق شعب فلسطيني، ولكن حماس حولت القضيه الي قضيه دينيه، وجهاد إسلامي وحرب بين مسلم ويهودي، فانكسرت القضيه عند تحويلها الي جهاد، وخسرت الزخم الدولي، لان القضيه الانسانيه والخاصه بالتحرر الوطني، اقوي وأوسع دوليا من اي صراع ديني، فثوره جنوب افريقيا ضد التفرقه العنصريه لم تكن يوما صراعا دينيا، وحرب فيتنام التي لاقت دعما دوليا لم تكن حربا دينيه، وكذلك ثورات امريكا الجنوبيه، فعندما حصرت حماس القضيه في منظور ديني فهي لعبت علي المشاعر الدينيه للمسلمين وفقدت الدعم والزخم الدولي.
٢- حماس لم يكن لها تواجد علي المستوي الدبلوماسي الدولي، لم يكن لها مكاتب خارجيه، ولم تحاول التواصل مع العالم الخارجي، فكان سهلا علي اسرائيل وصمها بالارهاب وعزلها عن العالم الخارجي.
٣- تسببت حماس في انقسام الشعب الفلسطيني وقضيته، وتمسكت بالسلطه ورفضت الانتخابات وكل فرص التصالح والعوده للبيت الفلسطيني، لانها خافت من فقد قيادتها لغزه في حاله خساره اي انتخابات.
٤- ارتبطت حماس بايران متجاهله علاقه ايران المتدهوره مع العالم العربي، ففقدت الدعم المالي والسياسي من الدول العربيه.
هذه الأسباب الاربعه أوصلت حماس الي نهايتها، واسرائيل ستتخلص منها، والسياسيون العرب يفضلون انتهاء حماس لما تمثله من فكر قديم، ووجودها عقبه في وحده القضيه الفلسطينيه.
مع انتهاء حماس القريب علينا التفكير في شعب غزه المكلوم، والشعب الفلسطيني بصفه عامه، وضرورة وجود ارض فلسطينيه لها حدود معروفه، لا يغير عليها مستوطنون متطرفون، تملك حدودها الجويه والبحريه، ولها اقتصادها الحر، سواء كان هذا تحت اسم دوله او اتحاد كونفيدرالي، او حتي منطقه حره لكن ارحموا الشعب الفلسطيني واعطوه حق المصير والدوله.