أخبار عاجلة

هل تكتب الشمس نهاية البشرية ؟.. دراسة

أرشيفية

المراقب: وحدة الدراسات

حين ضربت العاصفة الشمسية الأخيرة الكرة الأرضية، قال العلماء في ” الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي” NOAA إن الأمر لا يشكل خطرا كبيرا على الأنظمة الأرضية، لكنه حدث نادر وخطير ، مثل الأعاصير القمعية ..هل في هذا الكلام تبسيط بصورة أو بأخرى؟
غالب الظن يحتاج الأمر إلى مزيد من التدقيق والتفريق، بين عوام الناس، وبين المجموعات الأكثر تخصصا .
بمعنى أن كل تحذير موجه إلى جمهور محدد، فعلى سبيل المثال تحذيرات الأعاصير موجهة إلى كل شخص في مسار الإعصار ، لكن التحذيرات المغناطيسية الأرضية موجهة إلى مجموعة أكثر تخصصا .
في هذا السياث يقول ” روبرت ستينبرج “، عالم الفضاء في هذه الإدارة :” بالنسبة لمعظم الناس على كوكب الأرض ، لن يضطروا إلى فعل أي شيء “، سيكونون قادرين على ممارسة حياتهم اليومية.
ولكن بالنسبة لقطاعات معينة من الاقتصاد والصناعة والطيران، فإن هناك بعض الجهود المتفككة لأنه ستيعين عليهم العمل حول عواصف معينة .
على أنه وفي كل الأحوال يمكن القطع بأنه على الأرض تكون هذه التأثيرات ضئيلة بشكل عام، لأن المجال المغناطيسي للأرض يحمي المجتمع إلى حد كبير من هجمة الجسيمات . وتقتصر التأثيرات نسبيا على قطاعات تشمل الراديو على التردد أو الإتصالات من الأرض إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أو شركات الطيران، لأن الجسيمات تولد تيارا في الغلاف الجوي يعطل موجات الراديو .
تبدو القضية الأهم والتي تتقاطع مع معضلة العواصف الشمسية، متمثلة في اعتماد العالم على أنظمة تحديد المواقع العالمية، والتي تقوم بدورها على الحفاظ على اتصالات موثوقة مع شبكة الأقمار الصناعية التي تحيط بالكرة الأرضية.
هل لهذه العواصف تأثير ما على الأقمار الصناعية خارج الكرة الأرضية ؟
الجواب نجده لدى ” شون دال “، من مركز التنبؤ بالطقس الفضائي، وعنده أن مثل العاصفة الأخيرة يمكن أن تسبب ” فقدان إشارة محتمل ” بين الأرض والأقمار الإصطناعية ، وهذا يعني أن عددا أقل من الأقمار الإصطناعية سيكون قادرا على الإتصال بالأرض في وقت واحد، مما يجعل قدرة النظام على التحديد الدقيق للأماكن التي تكون فيها أقل دقة.
كما ان مثل العاصفة الأخيرة يمكنها أن تغمر الغلاف الجوي بالجزيئات المشحونة التي تستمر لعدة أيام بعد إنتهاءها، مع ما يترتب على ذلك من أثار حقيقية على السفر إلى الفضاء .
على أنه وفي كل الأحوال تبقى مسألة حسم الأضرار التي تتعلق باي عاصفة شمسية، مرتبطة إرتباطا جذريا بالمسافة التي تنطلق منها من الشمس إلى الأرض ، فإلى أن يصل الإنبعاث الإكليلي إلى مسافة مليون ميل تقريبا من الأرض ، ليس لدى العلماء طريقة لمعرفة مدى تأثيرها .
ومع النشاط القوي للعاصفة الأخيرة ، تعطلت بالفعل طبقة الأيونوسفير ، وهي الجزء من الغلاف الجوي للأرض الملئ بالجسيمات المشحونة، حيث تستخدم بعض عمليات البث الإذاعي لمسافات طويلة طبقة ” الأيونوسفير ” لإرتداد الإشارات حول العالم .
إلى هنا والحديث يبدو سائرا ودائرا في المناطق الآمنة، لكن هذا لا ينفي أن هناك تساؤلات أكثر رعبا وهلعا ، عن الكوارث القادمة من الشمس، والسيناريوهات المستقبلية للتقاطعات بين هذه الموجات المغناطيسية وحركة الكواكب الأخرى، لا سيما أن التساؤل لم يعد قاصرا على تاثيرات هذه العواصف على كوكب الأرض، بل أنها باتت تنسحب على كواكب أخرى في المجموعة الشمسية من عينة المريخ …ماذا عن هذا السياق المخيف والمزعج معا ؟.
لتكن البدايات من عند ما ينجم عن تلك العواصف ومخاطره، قبل الإنتقال إلى عمق الحديث عن العلاقة بين كوكب الأرض، ونجم الشمس .
على سبيل المثال يمكن أن تؤدي العاصفة الشمسية إلى إتلاف المكونات الإلكترونية الموجودة على الأقمار الصناعية ، ويمكن أن تكون تلك التي تدور على بعد حوالي 22000 ميل من الأرض ، بما في ذلك أقمار الاتصالات ومراقبة الأرض ،من بين أول المتاثرين.
ويمكن ايضأ أن تكون كابلات الألياف الضوئية الموجودة تحت سطح البحر، والتي تمثل العمود الفقري للإنترنت العالمي، معرضة لخطر الإنقطاع الذي يستمر من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
وأخيرا فإن الإضطراب الشمسي الشديد من شأنه أن ينتج عاصفة مغناطيسية تغلف الأرض ، مما يشكل تهديدا لشبكات الطاقة الكهربائية .
هل هناك بالفعل فرص لحدوث هذه التغيرات والتي لا نراها إلا في أفلام هوليوود ومشاهد ” يوم القيامة، حيث تبدو الكوارث وكأنها تخيم فوق رؤوس البشر؟
الجواب مرتبط إرتباطا جذريا بالشمس وما يمكن أن تتسبب فيه من أزمات قاتلة للبنية التحتية العالمية .
في عام 2011 كانت الشمس في مرحلة نشطة إلى حد ما ، وتركزت مناطق القطبية المغناطيسية الإيجابية والسلبية في أقطاب متقابلة .
غير أنه وبحلول عام 2013 ، أنخفض النشاط الشمسي قليلا ، ثم بعد عام كانت هناك ذروة ثانية، شكلت ذروة شمسية مزدوجة غير عادية ، فتركزت خطوط المجال الموجبة في الغالب في الشمال ، والخطوط السالبة في الجنوب .
في معظم الأحيان، ينتج عن هذا التدفق مخالفات منتظمة، لا يمكن ملاحظتها على الأرض إلا في شكل الشفق القطبي، مثل الأضواء الشمالية . لكن في أحيان أخرى، تتجه الخطوط المتشابكة لهذا المجال نحو الخارج وتنفجر ، مما يؤدي إلى إطلاق انفجارات هائلة من الطاقة في الفضاء .
هل هناك بالفعل ما يدعو إلى القلق من العواصف الشمسية ؟
مؤكد أن الأمر كذلك في الوقت الحاضر، ومما يدعو إلى القلق، هو أن كل ما يعتمد عليه العالم الحديث تقريبا قد يفشل إذا تم تعطيله بسبب عاصفة شمسية خطيرة بدرجة كافية ، ورغم أن الأمر ربما لا يدعو للذعر ، لكن هناك حاجة كبرى للإستعداد…لماذا ؟

___________________
إلى قراءة مكملة بإذن الله.

 

عن سيد العادلى

شاهد أيضاً

حزب الإتحادي الديمقراطي يعقد إجتماعا لدعم الدولة و الإستعداد للإستحقاقات الدستورية الجديدة

Written by سيد العادلى عقد حزب الإتحادي الديمقراطي إجتماعا ، ناقش فيه الأوضاع الداخلية والخارجية وتأثير …