متابعات
لا يزال الغموض يحيط بالتفاصيل الدقيقة للهجوم الذي هز لبنان يوم الثلاثاء 17 سبتمبر الجاري، حين تفجرت مئات من أجهزة النداء اللاسلكي “البيجر” التي تُستخدم على نطاق واسع من قِبل عناصر حزب الله. إذ أسفر هذا الحادث عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين بجروح، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الانفجارات وأسبابها المحتملة. الحادث أدى إلى حالة من الفوضى والقلق، حيث أن أجهزة البيجر لم تكن يوما مستهدفة بشكل مباشر في هجمات مماثلة .
فماهو جهاز البيجر الذي أثار جدل واسع خلال الايام الفائتة؟
البيجر هو جهاز صغير يُستخدم للاتصال اللاسلكي اخترعه المهندس الكندي ألفريد غروس عام 1949، وكان شائعا في العقود الماضية، خاصة قبل الانتشار الواسع للهواتف المحمولة والذكية. ويعتبر وسيلة لاستقبال الرسائل النصية القصيرة أو الإشعارات العاجلة، ويُعتمد عليه بشكل كبير في القطاعات التي تتطلب استجابة سريعة مثل المجال الطبي والأمني.
تستخدم أجهزة البيجر، والمعروفة أيضا باسم “أجهزة البليب”، بشكل واسع في العديد من المؤسسات التي تحتاج إلى إدارة منظومة جماعية والتواصل معها بكفاءة. يمكن العثور على هذه الأجهزة في المطاعم والمقاهي لتسهيل التواصل مع الزبائن، كما تُستخدم في المستشفيات والمراكز التجارية الكبيرة لتبسيط الاتصال بين الموظفين أو العملاء. قبل ظهور الهواتف المحمولة، كانت البيجر وسيلة شائعة للتواصل بين الأفراد.
تعتمد أجهزة البيجر على بطاريات الليثيوم التي تتميز بقدرتها على العمل لأيام متواصلة دون الحاجة إلى إعادة الشحن. وقد طُورت النسخ الأولى من هذه الأجهزة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وازداد انتشارها بشكل كبير خلال نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، قبل أن تبدأ الهواتف المحمولة في السيطرة على سوق الاتصالات.
في الأصل، كانت أجهزة البيجر تعمل من خلال موجات اتصال لاسلكي يتم إرسالها عبر هوائيات متخصصة. ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت هذه الأجهزة قادرة على الاستفادة من تقنيات الاتصال المتطورة مثل التطبيقات الذكية وتقنيات البلوتوث والواي فاي، مما وسّع من مجالات استخدامها وجعلها أكثر تنوعًا وفعالية في بيئات العمل المختلفة.
وتتميز أجهزة البيجر إضافة إلى أسعارها الرخيصة أن لها شبكة اتصال خاصة، كما أنها قوية ومصممة لمواجهة الظروف القاسية والاستعمالات المتكررة والاستخدام طويل الأمد، وتعرف هذه الأجهزة كونها صعبة الاختراق لأنها في الغالب لا تكون موصولة بشبكة الإنترنت، وتعمل بتقنية أمواج الراديو اللاسلكية على ترددات محددة وبرموز خاصة، وهوما يفسر استخدام حزب الله إياها للتواصل بين أعضائه.