أخبار عاجلة

العالم ونقص الزعامات التاريخية.. إميل أمين

إميل أمين

هل يعاني عالمنا المعاصر من أزمة في الزعامات التاريخية لا سيما الدول الكبرى ، مقارنة بالقيادات الدولية في حقبة الستينات ؟
علامة الإستفهام المتقدمة يقف وراءها مقال صحيفة النيويورك تايمز الصادر قبل بضعة أيام لصاحبه الباحث في الشؤون الصينية في جامعة أكسفورد ، جوزيف سميث، والذي يتساءل عمن يخلف الرئيس الصيني شي جين بينغ .
لماذا تنشغل العقول بالرئيس الصيني القادم ؟
إنطلاقا من أن الزعيم الصيني الحالي وفي أفضل التقديرات لن يقدر له القيادة بأكثر من 10 أو 20 سنة قادمة ، لذا يجري البحث الآن داخل الحزب الشيوعي الصيني عن خليفه له ، قادر على قيادة الصين ووضعها في مدارات تكمل عملية الصعود الصاروخي نحو القطبية العالمية وتسيد العالم .
بدأت الصين الحديثة الموحدة تتبلور على يد ماوتسي تونج ، ثم جاء الزعيم دينغ شياو بينغ ليقود هندسة الإصلاح في الصين ، ومن بعدهم ظهر الرئيس الحالي جين بنغ ، والذي أكتملت صورة الصين القوية في عهده .
هل بات على الحزب الشيوعي الصيني أن يفكر في الخليفة من الآن ؟
لا يبدو الجواب يسيرا ، لاسيما أن كاريزما القيادة الصينية القادمة من بعد الزعيم الحالي ، أمر غاية في الأهمية ، ويتوقف عليها توحيد البلاد أو مزيد من الإنقسامات الداخلية .
المشهد غير قاصر على الصين فحسب ، ذلك أن جارتها روسيا العظمى تعيش نفس المأزق ، فالرئيس بوتين قد تجاز عقدين من الحكم ، وحين نهاية ولايته الحالية يكون قد أقترب عمره من الثمانين عاما ، وليس سرا أن التساؤل يطرح من جديد:” من كفيل وقدير للتصدي لحكم روسيا؟ ، وقد رأينا فكرة تداول السلطة مع رئيس الوزراء ميدفيديف ، وبما يسمح لبوتين بالرجوع مرة جديدة إلى سدة الحكم .
السؤال عن خليفة بوتين بات يقلق الروس ، حتى وإن لم يعلنوا عن ذلك صراحة ، فليس هناك مكتب الحزب السابق كما في زمن الشيوعية ، حيث تبدو التراتبية واضحة والإختيار يسير ، وهو أمر خطير يفتح الأبواب على كثير من السيناريوهات المثيرة للهواجس .
من بكين وموسكو إلى واشنطن ، هناك حيث الأمريكيين يتذكرون زعامات تاريخية من نوعية الجنرال أيزنهاور بطل الحرب العالمية الثانية ، والرئيس لدورتين، ومن بعده السيناتور الوسيم ، والرئيس المغدور جون كيندي بأحلامه وآماله في عالم جديد ، وصولا إلى رونالد ريجان بطلته السينمائية .
اليوم يشعر الجميع في الداخل الأمريكي بأن هناك قصور شديد في عالم القيادات الحزبية ، بدءا من الديمقراطيين وحالهم يغني عن سؤالهم ، وصولا إلى الجمهوريين ، والذين ربما يفكرون في إعادة تدوير الرئيس السابق ترامب لإنتخابات 2024 ، وبما يعني ذلك من إمكانية صدام مجتمعي لا يعلم الإ الله مداه .
هل فرنسا تختلف كثيرا عن روسيا والصين وأمريكا ؟
لا يظن المرء أنه كذلك ، ويكفي النظر إلى وجود شخصية تمثل قمة اليمين المتطرف ، مثل إريك زامور ،بين الساعين لسباق إنتخابات الرئاسة الفرنسية القريبة جدا ليدرك عمق الأزمة الشخوصية الزعامية إن جاز التعبير .
هل الأمر يمثل عقم في ضرع الأرض كما يقال ، بعد عقود عرف فيها العالم خروشوف ، وشارل ديجول ، وأديناور ، وترومان ، وماو وغيرهم ؟
مؤكد أنها قضية تستدعي التوقف أمامها وقراءة تبعاتها وإستحقاقاتها في المدى القريب .

عن إميل أمين

شاهد أيضاً

الميليشيات وانهيار الأوطان.. ناجح إبراهيم

ناجح ابراهيمxosotin chelseathông tin chuyển nhượngcâu lạc bộ bóng đá arsenalbóng đá atalantabundesligacầu thủ haalandUEFAevertonxosofutebol …