رغم وجود حرب في دوله عربيه هي فلسطين مات فيها أربعون ألف مواطن عربي، وحرب اخري في لبنان مات فيها عده آلاف، وتتعرض دوله ثالثه هي سوريا لاعتداءات عسكريه متكرره بصفه اسبوعيه، ناهيك عن حرب اهليه في السودان وتمزق في ليبيا، الا ان جامعه الدول العربيه لم تجتمع على مستوي الملوك والرؤساء لوضع حد، او إيجاد حلول، او تحديد سياسة عربيه، او نقاط توافق تؤدي الي المساعده في الخروج من المأزق.
في حرب عام ١٩٦٧ اجتمعت الدول العربيه لمؤازره مصر وسوريا والأردن، وفي حرب ١٩٧٣ اجتمعت الدول العربيه وقطعت البترول عن أوروبا وامريكا، وفي حرب غزه ولبنان هناك حاله صمت ووجوم.
الأمين العام لجامعه الدول العربيه سياسي مخضرم، وربما عدم دعوته لقمه عربيه هو قرار سياسي حكيم، لانه يعلم ان نسب التوافق منعدمه والاجتماع ستكون نتائجه السلبيه أكثر من الايجابيه، ومشاكل غزه وحزب الله والسودان وليبيا هي مشاكل كان يجب حلها مسبقا بالتوافق العربي، فلماذا سمحنا لإيران بالتواجد بهذه القوة في لبنان، ولماذا تركنا حماس تفصل غزه عن الضفه وترفض الانتخابات، ولماذا لم نتحرك إزاء التدخل التركي في ليبيا، ولماذا نمول ميليشيات السودان، اذا كنتم تعادون حماس وحزب الله لماذا لم تواجهونهم من البدايه ام أوليتم المهمه لإسرائيل لتؤدي حربا بالوكاله.
يأتي بعد ذلك لماذا طبعنا مع إسرائيل، الدول التي طبعت تلتزم الصمت في الازمه وليس لها أي تحرك دبلوماسي، فقط بيانات للاعلام، وإذا كنت قد آمنت بالتطبيع وانه الطريق الآمن للسلام بالمنطقه فلماذا لم تستخدم التطبيع والعلاقات الدبلوماسيه والاقتصاديه كورقه تلعب بها من اجل وقف الحروب، لماذا لم يذهب وفد من الامارات والبحرين الي القدس للتحدث مع مجلس الوزراء والكنيست والاعلام الإسرائيلي ليصل صوتهم الي رجل الشارع بجانب السياسيين، لماذا لم تبد امتعاضا وغضبا مما يحدث وتبلغه لشريكك، لماذا لم تضغط بأوراق تطبيعك لضمان وصول المساعدات الي غزه.
اما العلاقه مع أمريكا فيجب ان تتغير فسياسة ماما أمريكا لم تعد تجدي فكما نري هي شبه منسحبه من المنطقه ولا تظهر بقوه الا لنجده إسرائيل، على الأقل لماذا لم تطلب وقف تصدير قنابل الأعماق التي تتسبب في مقتل عشرات المدنيين في كل استعمال لها، لماذا لم يذهب احدكم للخطاب في الكونجرس الأمريكي لتحقيق توازن مع مايقوله نتانياهو، ام تخافون من ذهاب محمد بن سلمان فيطالبه السيناتورز باسباب مقتل خاشقجي بينما يصفقون لنيتانياهو بعد قتله ثلاثون ألف مدنيا.
اعتقد ان مشكلتنا هي انعدام الديمقراطيه في عالمنا العربي والديمقراطيه ليست الذهاب لانتخاب رئيس وزراء او رئيس جمهوريه، ولكن هي وجود من يمثل الشعوب ومصلحتها في الحكم، وان الحكام ليسوا مفوضين من الرب لاداره شئوننا، ولكنهم مفوضون من المواطن لاداره مصالحه، وان بقائهم في السلطه ليس مدي الحياة فالتغيير سنه الحياة والدنيا والسياسه، ومن حقنا كمواطنين اختيار من يعمل لمصلحتنا وليس من يظن انه ظل الله في الأرض، فيصل الامر الي امتهان كرامتنا، وعدم احترام الشعوب الأخرى لنا، ونهب ثرواتنا واراضينا وتهجيرنا.