تعلمنا من التاريخ ان الغزو الآتي من شرق آسيا لعالمنا العربي، يستهدف محور العراق، سوريا ومصر، وأبرز امثله ذلك غزو التتار. وعندما ننظر حولنا فإننا نجد العراق بعد الحكم الدكتاتوري لصدام حسين، والحروب الامريكيه، ينقسم الي أكراد وشيعه وسنه، مع تدخل إيراني وأمريكي فج، وغياب عربي واضح، ورغم ان العراق دوله غنيه زراعيا وبتروليا، الا انه في ازمه متواصله، ومازال يعاني وبه ميليشيات مسلحة وعدم استقرار.
وإذا نظرنا الي سوريا فبعد الحكم الدكتاتوري لحافظ الأسد، وتوريث ابنه الحكم، واستمرار تحكم فئة من السوريين وهي الفئة العلويه باداره شئون البلاد، فاننا نجد تدخل إيراني أمريكي تركي روسي اسرائيلي، وكان قد سبق ذلك تدخل عربي من قطر والسعوديه، قام بتمويل التطرف الإسلامي بلا حدود، ادخل سوريا في حرب اهليه، ولم يتوقف الا بتدخل امريكي، خوفا من انتشار تنظيم داعش على المستوي الدولي وتكرار مشكله تنظيم القاعده، ومن المتوقع انهيار نظام حكم الأسد قريبا، ودخول سوريا في مرحله ضياع تستمر سنوات.
اما سقوط مصر التي تعتبر المكافئه الكبرى، فهناك عوامل تعيق اسقاطها بسهوله، فلا يتحمل أحد على المستوي الدولي اغلاق قناة السويس، او ان تكون مصر مركزا للهجرة الافريقيه والعربيه والمصريه الي أوروبا، او ان تكون بؤره للتطرف الإرهابي المتأسلم، مثلما كان مطلوبا ان يحدث في سيناء، حتى إسرائيل ترفض ذلك. ولكن هناك محاولات لإضعافها دون ان تقع، او تتشرذم كليا، ونري ذلك واضحا في خطه إغراقها بالديون، وفي ضعف دورها الذي كان يمكن ان يكون مؤثرا فيما يحدث في العراق وسوريا وفلسطين.
وحيث ان الخطر يقترب فكيف نحمي مصر من الوقوع في الفوضى والحروب كما يحدث حولنا، بالطبع القوة المسلحه عامل أساسي، واحد ميزات مصر، ولكننا نري حولنا حروبا تلعب التكنولوجيا فيها دورا هاما، فهي حروب تشل اجهزه الاتصال لتفقد القوات التواصل مع قيادتها، والتجسس على كل وسائل التواصل، ناهيك عن استخدام طائرات الدرون المتقدمه، التي اضطر الجيش الروسي ثاني أقوى الجيوش في العالم لطلب المساعده من إيران.
ولكن هناك عامل قوي يقف سدا منيعا امام سقوط مصر، وهو الشعب المصري، وانتماءه لمصر، وهي السمة الثابته والباقيه منذ قيام الدوله المصريه، منذ أكثر من خمسه آلاف عام، وعلى مر التاريخ لم يستطع أحد تفرقه الشعب المصري بفئاته المختلفه، وحتى الاحداث الطائفيه التي مرت على مصر خلال الثمانينات، فقد كانت ناتجه عن عوامل خارجيه، حاولت تنميه التطرف المتأسلم وتم التغلب عليها. ولهذا فان الاهتمام بالمواطن المصري هو أهم أسس استقرار البلاد، وأيضا منطقه الشرق الأوسط، وكما نري في تجربه العراق وسوريا، فان أي توجه نحو الديكتاتوريه، يؤدي الي ان الشعب ينفض عن قائده ثم ينتفض، وتتدخل القوي الاقليميه، وتسقط الدول في براثن الفوضى الغير خلاقه.
ولهذا علينا اداره دفه الدوله أكثر الي الطريق الديمقراطي الصحيح، نحرص على وحده الامه وهيئاتها ومجالسها، نتجنب تغور فئة على اخري، او جهازا على جهاز، او احتكار السلطه على فئة معينه، نحرص علي الا نتوجه ناحيه ان الحكم يكون بيد فئه تأخذ قرارتها بحجه انها هي التي تفهم، وان هناك امورًا كثيره ومؤامرات حولنا، لايعلمها الشعب، ولهذا فهو غير مدرك، ونحن نتخذ القرار الصحيح، المجتمع الناضج يحتاج دائما مزيد من الحريه واتاحه المعلومه والاعلام الحر، الدوله تقوي اذا حرصت علي تعليم المواطن وزياده ثقافته والاهتمام برعايته الصحيه، وعدم الجور عليه ماديا ومعنويا. الشعب القوي المتعلم المثقف الحرهو السد المنيع لبقاء مصر وقوتها إقليميا ودوليا.