نادر جوهر.. حرب شامله ام محدوده

من يردد اننا لانريد المنطقه تصل الي حرب شامله، حرب غزه الحاليه شاركت فيها اسرائيل وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا واليمن والعراق، وايران وامريكا وانجلترا ، سواء كليا او جزئيا، ومنذ حرب الخليج لم نري مشاركه امريكيه مثلما حدث، كان هناك حاملتي طائرات امام سواحل اسرائيل بالبحر الابيض المتوسط، والبواخر المسانده، بالاضافه الي البوارج الموجوده بالبحر الأحمر، بمسانده البحريه البريطانيه، وشاركوا بالعمليات سواء بقذف اليمن، او باسقاط صورايخ الحوثيين او حزب الله، او النشاط التجسسي المعلوماتي، او وجود قوات دفاع جوي داخل اسرائيل.
فهل هي حرب محدوده ام شامله. والدرس الاهم والذي ادركه السادات خلال حرب ٦٧ هو انك اذا حاربت اسرائيل، واصبحت تسبب لها خطرا حقيقيا، فثق بانك خلال ساعات ستحارب امريكا بكل ثقلها العسكري والسياسي، ومصر رغم ثقلها السياسي والعسكري، وموقعها وموقفها من حرب علي حدودها، قامت بمجهودات بمشاركه قطريه ومباركه امريكيه، بجهود ضخمه لتحقيق هدنه، ووقف لاطلاق النار مؤقت وتبادل اسري، ولكنها لم تنجح ربما لظروفها السياسيه والاقتصادية ايضا، من تحقيق امرين كان من الممكن يغيرا من واقع غزه المرير، اولهما انها لم تفتح حدودها مع غزه للاعلام الدولي مع بدايه الحرب، اسرائيل منعت دخولهم من جانبها، ومصر رفضت طلباتهم، ولو كان الإعلام الدولي ينقل مايحدث داخل غزه منذ بدايه الحرب،
لكان وقع التغطيه في الرأي العام الدولي وضغطه علي حكوماته، سببا في وقف هذه الحرب منذ شهور ، وذلك في صالح كلا من الفلسطينيين والاسرائيليين، وكان من الممكن ان نري الرهائن داخل غزه يتحدثون للكاميرات، ووقائع الهدم الممنهج لغزه وقطاع بنيتها التحتيه تذاع بالبث المباشر.
الامر الثاني هو ان مصر لم تحاول استخدام قوتها المسلحه لادخال المساعدات الانسانيه، وحتي احتلال المعبر واحياء من غزه تكون مركزا للمساعدات ولهيئات الاغاثه الدوليه بحمايه عسكريه مصريه، علما بان هذا لايكسر اتفاقيه كامب ديفيد، ومتوافق مع قرارات مجلس الامن، فنحن ندخل غزه لا اسرائيل، ونحتل بصفه مؤقته أراضي فلسطينيه وليس اسرائيليه، ولكان لمصر دور اقوي في ايقاف الحرب، وشكل افضل امام المجتمع الدولي، وكلمه مسموعه عربيا ودوليا تعيد لمصر ريادتها، وتساعدها في اي علاقات سياسيه او اقتصاديه قادمه، فيجب ان نكون دائما فاعلين، ولنا رأي قوي ودور مؤثر، وليس فقط انتظار ما تسفر عنه التحركات التركيه، او ماتمليه الاراده الامريكيه، التحركات السياسيه التركيه لها غطاء عسكري متمثل في تسليح وتدريب وفتح حدود، بل واحتلال اراضي، ونحن كمصريين
عندما يكون جزء من المبادره بيدنا فاننا تفرض شروطنا، وهذا مبدأ سياسي، وربما وزاره الخارجيه المصريه تحتاج الي مزيد من الحريه في العمل، ووقف اي توغل لسلطات اخري في الدوله لعملها، فهي عريقه الاصل، مليئه بخيره الدبلوماسيين القادرين علي اداره ملفات الشرق الاوسط دوليا افضل مما يحدث حاليا.