أخبار عاجلة

25 يناير.. عندما دماء أبطال الشرطة تراب الإسماعيلية دفاعا عن كرامة وطن.. تقرير

ارشيفية

يحتفل الشعب المصري في ٢٥ يناير كل عام بالشرطة المصرية؛ تخليدا لإحدى بطولاتها التي سطرها رجال وزارة الداخلية البواسل دافعوا عن مسئوليتهم نحو المواطنين حتى الطلقة الأخيرة، يوم خاضت الشرطة المصرية حربا طاحنة مع قوات بريطانية تفوقها عددا اضعاف مضاعفة، لتشعل بطولات الشرطة المجيدة في ذلك اليوم ثورة وطنية لم تنطفئ حتى رحل البريطانيون والحكم الملكي عن مصر تاركين لمصر أولادها للمرة الأولي بعد زوال احتلال غاشم.

 

موقع المراقب الإخباري يحكي للأجيال الجديدة عن معركة الشرف الذي خاضها رجال الشرطة بأعداد قليلة أمام قوات الاحتلال البريطاني إحدى أقوى الدول فيفي ذلك الوقت.

** كان الضباط البريطانيون يعانون وضعا صعبا في بداية الخمسينات، حين كان نحو ٨٠ ألف من جنودهم في منطقة القناة، محاصرين بين عزوف العمال عن خدمتهم، والتجار عن بيع السلع الغذائية لهم، بجانب عمليات الفدائيين المصريين التي أوقعت عشرات البريطانيين بين قتيل وجريح، مما تسبب في حالة من الإرتباك وعدم الثقة في القيادة البريطانية .

 

**  في يوم الـ١٥ من يناير تصاعدت حدة التوتر بعملية فدائية خلفت قتيلين وعدد كبير من الجرحى بين البريطانيين خرجت على إثرها عمليات تمشيط ومداهمات بحثا عن الفدائيين دون جدوى؛ لتقرر القوات البريطانية الانتقام من الدولة المصرية بزعم مساعدتها للفدائيين لتكون الشرطة أول من يتلقي انتقام الأحتلال البريطاني نظرا لتمثيلهم الحكومة المصرية بمدينة الإسماعيلية.

وكان صباح الـ٢٥ من يناير علي موعد مع المجهول وبداية الأنتقام من قسم الاسماعيلية ، حيث قام الجنرال البريطاني جورج إيرسكين، على رأس ٧٠٠٠ جندي بريطاني مسلحين ب٦ـ دبابات وعدد من المصفحات نحو قسم شرطة الإسماعيلية مطالبين إياهم بالاستسلام وإدخال القوات البريطانية المقتحمة، فتواصل رجال الشرطة مع وزير الداخلية المصري فؤاد سراج الدين، الذي أمرهم بالصمود وحماية مواقعهم بأي ثمن.

وقاد النقيب صلاح ذو الفقار، ٨٠٠ شرطي مصري فقط، لا يملكون سوى السلاح الشخصي الخفيف في معركة غير متكافئة مع القوات البريطانية المدججة بمختلف الأسلحة الثقيلة لتندلع حرب طاحنة، استمرت على مدى ساعتين، استطاع أبطال الشرطة خلالها تكبيد البريطانيين ٣٥ جنديا بين قتيل وجريح، بينما فقد رجال الشرطة ٥٦ شهيدا سقطوا مضحين بدماءهم حفاظا على الواجب والمسئولية لتقتحم القوات البريطانية القسم بعد نفاد ذخيرة الشرطة؛ ليأسر البريطانيون مئات الشرطيين المتبقين في حادثة أثارت موجة عارمة من الغضب الشعبي والرأي العام العالمي الذي تعاطف مع مقاومة أصحاب الأرض ضد المحتل الغاشم.

وكانت موقعة اقتحام قسم الإسماعيلية من الأسباب الرئيسية التي أدت الي قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ من نفس العام، حين خرجت المظاهرات المصرية يوم ٢٦ يناير بعد انتشار الخبر ليشارك بها رجال الشرطة جنبا إلى جنب مع طلبة الجامعات المحتجين لتتصاعد التوترات والغضب حتى نجم عنها وقوع حريق القاهرة الذي نفذته بعض العناصر المندسة لإفساد المظاهرات الوطنية المنددة بالاستعمار.

عن سيد العادلى

شاهد أيضاً

مركز بحوث المرأة بإعلام القاهرة يعلن نتائج استطلاع حصاد المرأة في الاعلام 2024.. بيان

رضوي العادلي  عقد مركز بحوث المرأة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ندوة تحت عنوان حصاد المرأة …