أخبار عاجلة

إميل أمين.. كايسيد يواصل مسيرة التغير الإيجابي وبناء مستقبل التسامح والتعاون

 

منذ بدايات العام الجاري 2025 ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، يمارس عمله الحضاري والإنساني الخلاق، في مد جذور التواصل والتفاهم بين الأمم والشعوب، ويضفي لمساته القيمة على التسامح المطلوب شرقا وغربا، لا سيما في هذه الأوقات، والتي يعاني فيها عالمنا المعاصر من أمراض الشوفينية وصحوة القوميات، ناهيك عن دعوات الإنعزالية وعودة الأصوليات وتفشي التيارات اليمينية .

نحو ثلاث عشرة عاما، وكايسيد يناضل فكريا من أجل عالم أكثر أريحية ، عالم تعمه الإبستمولجيا الإنسانية، حيث المرء يعرف أخيه، يقترب منه، يحاوره ويجاوره، من أجل إنسانية أكثر إشراقا، وليس عالم من الإيديولوجيا الضيقة ، التي تنزع إلى الفردانية والشخصانية ، وكلاهما يتسببان في أضرار بالغة للعيش الواحد .

في مقدمة أعمال كايسيد هذا العام مشاركة معالي السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو ، الأمين العام المكلف للمركز العالمي للحوار( كايسي) في الفعالية السنوية للمجلس الإستشاري متعدد الأديان في نيويورك.

في هذا اللقاء الدولي المهم، وبوصف كايسيد عضوا ملتزما في المجلس الإستشاري متعدد الأديان ، كان كايسيد يؤكد إلتزامه بتعزيز التعاون بين أتباع الأديان والتنمية المستدامة كوسيلة لتعزيز السلام العالم والتنمية المستدامة .

بدا صوت السفير ألميدا واضحا جليا، حاملا رسالة كايسيد عبر مناقشات رفيعة المستوى مع كيانات الأمم المتحدة الرئيسة ، ما يعزز الحضور العالمي لمركز الحوار ، ويوضح النوايا المعمقة للمركز لإفشاء السلام الأممي ، ذلك الذي تبدو الحاجة إليه في هذه الآونة أكثر من أي وقت أخر .

وفي مسار أخر مواز ، ومع إقتراب عقد الدورة ال 69 للجنة المعنية بوضع المرأة CSW69 تستعد مجموعة العمل المعنية بالنوع الإجتماعي في كايسيد لتنظيم فعالية جانبية متعددة الأديان ، تجمع الأصوات والتوجهات المتنوعة لتعزيز الحوار العالمي حول المساواة بين الجنسين.

ولأن النجاحات مغرية كما يقال، لذا يستعد كايسيد لإطلاق دفعة جديدة من برنامج الزمالة للعام 2025 ، وذلك بعد عقد من التميز في دروب تعزيز ثقافة الحوار بهدف التأثير الإيجابي في عالم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

جاء إختيار هذه الدفعة المتميزة من بين أكثر من 400 متقدم من جميع أنحاء العالم ، وتضم قيادات بارزة من المنظمات الدولية، ولا سيما ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة ،والمنظمات الحكومية الدولية ، والمنظمات غير الحكومية الدولية .

وعلى مدار عام كامل سيخوض الزملاء تجربة ملهمة تهدف إلأى تعزيز جسور السلام وقيم التفاهم بين مختلف القطاعات ، مما يسهم في إحداث تأثير إيجابي ومستدام في مجتمعاتهم .

ينطلق برنامج كايسيد للزمالة من قناعة رصينة وعالية بأهمية بناء الجسور بين الشراكات الدينية والعلمانية لتعزيز الحوار الهادف والتنمية المستدامة ، ومع إنطلاق دفعة زملاء 2025 ، يجدد كايسيد الثقة بالزملاء والزميلات في مواصلة مسيرة التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أكثر تسامحا وتعاونا.

أهتم كايسيد بالمشاركة الخلاقة هذا العام في اسبوع الوئام بين الأديان، وأعلن تجديد الإلتزام الراسخ بالحوار والتفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين أتباع الأديان والثقافات ، معتبرا أن الحوار هو الجسر الذي يمكننا من تجاوز أختلافاتنا وبناء مستقبل أكثر سلاما وإنسجاما .

لم يعد شك في أن القرن الحادي والعشرين ، هو قرنا دينيا ، ذاك التساؤل الذي طرحه اديب فرنسا الاشهر أندريه مالرو، ووزير ثقافتها في ستينات القرن الماضي، وها هو الجواب يتحقق في قلب التاريخ، غير أن الخوف الأعظم هو أنه عوضا عن أن تكون الأديان مسارا للتلاقي، تطفو على السطح وكأنها منعطفات للصراع بين البشر شرقا وغربا ،ومن هنا يكتسي كايسيد أهمية خاصة في التقريب بين الأتباع ، وتمهيد الطريق لحياة أكثر تسامحا وقبولا للأخر .

من هذا المنطلق يولي كايسيد إهتماما خاصا بالقيادات الدينية ومسيرة التكوين العقلي لجهة دورها الخير والمغير في طريق محاربة خطاب الكراهية ، والذي يتسبب في كوارث لا حوادث، وما أقسى الدوغمائيات حين تتحول إلى خناجر في الخاصرة .
كيف يمكن للقيادات الدينية أن تواجه وتجابه خطر الكراهية المتنامي ومن اسف حول عالمنا المعاصر ؟
الشاهد أن هذا التساؤل كان محور إهتمام ورشة عمل حديثة لكايسيد عقدت في بروكسيل ببلجيكا ، حيث تم العمل على إعداد دليل موارد شامل للقيادات الدينية لمواجهة خطاب الكراهية .

ويهدف الدليل إلى أن يكون أداة عملية لدعم قيم السلام والشمولية خاصة في المجتمعات التي تعاني من تصاعد خطاب الكراهية وتأثيره السلبي على التماسك الإجتماعي .

هل من أهمية خاصة لهذا الدليل ؟
بالتأكيد سيسمح لمواجهة خطاب الكراخية داخل مجتمعاتهم وفهم أسبابه وأثاره بشكل أعمق ، عطفا على تعزيز فرص الحوار بين أتباع الأديان عبر أطر التعاون الثقافي ،وقد جمعت ورشة عمل كايسيد في بروكسيل خبرات متنوعة بفضل الجهود القيمة للمجموعة الإستشارية التي عملت على ضمان أن يكون الدليل عمليا ومؤثرا .

ومن بين فعاليات كايسيد في مستهل هذا العام ، إطلاق كتيب ” مجموعة العمل المعنية بالنوع الإجتماعي ” التابع للمجلس الإستشاري متعدد الأديان MFAC لفريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة المعني بالدين والتنمية المستدامة خلال الإجتماع السنوي للمجلس الإستشاري متعدد الأديان لعام 2025 في نيويورك.

وبصفته عضوا نشطا وملتزما في مجموعة العمل المعنية بقضايا النوع الإجتماعي ، ساهم كايسيد في إعداد هذا المصدر المعرفي المهم، الذي يؤكد على الدور الحيوي للحوار بين أتباع الأديان في تعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة بحسب الأمم المتحدة.

والمعروف أن مجموعة العمل المعنية بالنوع الإجتماعي، تعمل كمنصة حيوية للمشاركة بين المجتمعات الدينية ومنظومة الأمم المتحدة ، حيث تعمل على سد الفجوات وتعزيز جهود التعاون في الإستفادة من مساهمات الجهات الفاعلة الدينية لتعزيز السلام العالمي والتنمية المستدامة ، كما تلعب دورا رئيسيا في بناء قدرات موظفي منظومة الأمم المتحدة من خلال تقديم التوجيه الإستراتيجي والسياساتي بشأن التعامل مع المنظمات والمجتمعات الدينية الأوسع نطاقا لتحقيق التأثير المشترك .
ماذا يعني ما تقدم ؟
بإختصار غير مخل، يعني أن كايسيد ماضية على درب التقدم مؤمنة برسالتها، وأن العالم من حولها يتطلع للمزيد من أدوارها لترسيخ عالم مليء بالسلام والوئام ، لغته الحوار وهدفه تعظيم العيش الواحد .

عن إميل أمين

شاهد أيضاً

كايسيد …عن الأديان وتعزيز الحوار والمصالحة.. إميل أمين

  يبقى مركز الملك عبد الله بن عيد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، …