أخبار عاجلة

حازم عبده يكتب عن.. إمامنا الأكبر

ونحن نحتفي بمرو خمسة عشر عاماً على تولي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مقعد مشيخة الأزهر الشريفـ، أتذكر لقاءئ الأول به عام 2002، حينما دخلت مكتبه برفقة أخي الكاتب الصحفي محمود عيسى مدير التحرير لتهنئته بتعيينه مفتياً للديار المصرية، وتصادف حضور اللقاء شيخه وشيخنا الراحل الدكتور محمد المسير والذي كان أحد أهم كتاب اللواء الإسلامي في ذلك الوقت، لقيت عالماً زاهداً في المناصب وزخارفها، معني بالناس الطيبين وبالفكر الإسلامي الصافي، بالعقيدة الصحيحة، ولسان حاله ما كنت راغباً في الخروج من صومعة العلم والبحث ومخالطة البسطاء، ما حاجتي بصخب المناصب، لكن هكذا قدر الله.
لم يمض العام إلا وصدر قرار مغادرته دار الإفتاء ليعود لمحرابه العلمي رئيساً لجامعة الأزهر عام 2003 ليقدم نموذجاً فريداً في القيادة الصوفية الصارمة لضبط الجامعة المترامية الأطراف التي هي المعين الأصيل للأئمة والدعاة والفقهاء والمفتين ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي أجمع.
كم كانت تثلج صدورنا مواقفه الحاسمة في الوقوف مع كل حق دفاعاً عن دينه ووطنه، وقد كانت مداخلاته ومحاضراته ومقالاته في القضايا الشائكة وفي المؤتمرات مشحونة بعمق الفكر ووضوح الفكرة، حتى تولى مقعد مشيخة الأزهر الشريف ليقود الأزهر إلى مكانة لا تدانيها مكانة، بانحيازه للحق والشرع الحنيف دون مجاملة أو مواربة، بمواقف صادقه دفاعاً عن الدين و الوطن وعن الأمة وقضاياها.
كان الدكتور الطيب في مقدمة الداعين للحوار بين أتباع الثقافات والأديان لكنه لم يتردد في الاعتراض على منهج الحوار بلا جدوى، فأذكر عام 2013 أطلق التركي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، في ذلك الوقت، مبادرة لعمل مصالحة تاريخية بين الإسلام والمسيحية، وحمل المبادرة إلى الدكتور الطيب الذي تسلم فى الثالث من ديسمبر 2013 رسالة من بابا الفاتيكان طلب فيها استئناف الحوار المتوقف بينهما منذ يناير عام 2011، وقد رحب الطيب بهذه الرسالة وأعرب عن استعداده للوقوف صفاً واحد مع المخلصين في العالم من أجل خدمة الإنسانية، وتم اللقاء بين إحسان أوغلو والدكتور الطيب الذي رحب بالمبادرة من حيث المبدأ ثم كانت المفاجأة،حيث لم يستطع الإمام الأكبر أن يخفى المرارة من مسيرة الحوار مع الفاتيكان، وما يعرف بحوار أتباع الأديان فقال الرجل كلاماً لم يتوقعه إحسان أوغلو فقال له :” إنه خدع لفترة طويلة عبر أربعين سنة مثل الآخرين بمسألة الحوار، لأنها لم تخرج بحلول أو تذيب الجليد الموجود، وأصبحت مجرد لقاءات من أجل النزهة أو بمثابة تنويم مغناطيسي لنا في الوقت الذي تجري مخططاتهم على قدم وساق”.
عام 2018 سافرت قادماً من مدينة جدة السعودية إلى العاصمة الكازاخستانية أستانا، ممثلاً لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي في أعمال الكونجرس العالمي للقادة الدينيين، بحضور الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييف والحالي قاسم جومارات توكاييف، وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب صاحب الكلمة الرئيسة وأيقونة المؤتمر برؤاه الصريحة الواضحة الجلية، وكلما سألني زميل من الصحفيين القادمين من كل دول العالم لتغطية المؤتمر من أي دولة؟ كنت أجيب: من بلد الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
حفظ الله إمامنا الأكبر الدكتور أحمد الطيب ومد في عمره وبارك في عمله وجهوده المخلصة دفاعاً عن الدين والأمة، رفضاً لفرقتها وجمعاً لكلمتها، مقدماً نموذجاً للعالم العامل كأحد أئمة الأزهر الكبار، العلامات الفارقة في مسيرته.

__________________

نقلا عن اللواء الإسلامي 

عن

شاهد أيضاً

حديث في العبقريتين :…مصر وسيناء ! بقلم د. رفعت سيد أحمد

الدكتور رفعت سيد أحمدxosotin chelseathông tin chuyển nhượngcâu lạc bộ bóng đá arsenalbóng đá atalantabundesligacầu …