الجامع الأزهر يقدم وجبات توعوية دسمة في ثالث ندواته بجناح الشباب والرياضة بمعرض الكتاب

خاص

** المحاضرون: العقل ميز الإنسان عن غيره من الكائنات وبه كان التفضيل والتكريم لبني آدم.

** الشريعة جعلت حفظ العقل من الكليات الخمس .. ولذا جاء تحريم تناول ما يذهبه من خمر ومسكرات.

 

نظم الجامع الأزهر ندوته الثالثة بجناح وزارة الشباب والرياضة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين ، مساء أمس الأحد تحت عنوان : “الدين والأنشطة العقلية”، وذلك في إطار بروتوكول التعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة، والذي يأتي تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

وفي بداية الندوة التوعوية ، تحدث الشيخ محمود عبد الجواد، رئيس قسم العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، عن إعمال العقل وكيف اهتم الإسلام بالعقل البشري ، وجعله سببا لتسخير ما في الكون له، فلقد كرمه المولى – عز وجل في قوله: ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”، مؤكدا أن العقل هو الذي ميز الإنسان عن غيره من الكائنات ولذا كان سبب التفضيل والتكريم.

واستشهد عبد الجواد، بقول الشيخ “محمد عبده” حيث قال إن العقل يعتبر من الهدايات التي مُنحها الإنسان إلى جانب هداية الوحي والفطرة، مؤكدا أن العقل البشري يجب أن يقوم بدوره وهو إنتاج فكر وعمل تستفيد منه البشرية، ولذلك حرص العلماء على وضع الأحكام التي تحافظ على وظيفة العقل فلا يستخدمها فيما يضر ولا ينفع.

من جانبه، تناول الشيخ إبراهيم حلس، مدير شئون الأروقة بالجامع الأزهر، الحديث عن الحوار العقلي في القرآن والسنة، فذكر أن الله – سبحانه وتعالى- أوضح في مواضع كثيرة بآيات القرآن الكريم مايدعو إلى التفكر والتأمل والتدبر، فخاطب بهذه الآيات أولي النُّهى والعاقلين، فغيرهم لن يستفيد بأي منها.
وكان النبي ﷺ يحاور كل من يأتيه باسلوب عقلي ومقنع.

وذكر مدير شئون الأروقة، أن أحد وأهم مقاصد الشريعة “حفظ العقل” فلذلك حرم الله الخمر والمسكرات وما يؤدي الي تلف العقل، كماوبين ان العقل هو مناط التفكير فلا يُخاطب بأحكام الشريعة إلا العاقل.

من جهته ، أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، في تصريح له على هامش الندوة، أن الجامع يشارك ب 6 لقاءات يحاضر فيها 12 باحثا وأستاذا من الجامع الأزهر الشريف طوال فترة المعرض، منوها أن الموضوعات تم اختيارها بعناية شديدة لتخاطب جميع الأسر المصرية.

وأضاف المشرف على الرواق الأزهري، أن الجامع الأزهر يكرس جهوده الدعوية والتوعوية لغرس القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة في نفوس الأسرة المصرية، وتوضيح دور كل أفراد الأسرة تجاه بعضهم البعض وتجاه المجتمع، لافتا إلى أن هذه الندوات تتناول حقوق الأطفال والأسرة في الإسلام ومالهم وما عليهم تجاه اوطانهم ودينهم الحنيف.

من جانبه، قال الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، إن هذه المشاركة الفعالة من الجامع الأزهر في معرض الكتاب ، ليست المرة الأولى ، بل شارك في الأعوام السابقة بأنشطة وفعاليات توعوية وتثقيفية، مؤكدا أن الرواق الأزهري بالجامع الأزهر يقوم بإرسال الباحثين إلى جميع محافظات الجمهورية لنشر الفكر الأزهري الوسطي بين جميع فئات المجتمع.

وشهدت الندوة تفاعلا ملحوظا بين رواد المعرض والحضور وبين علماء الجامع الأزهر ، حيث استقبل المحاضرين عشرات الأسئلة وخاصة من الأطفال، والتي جاءت أغلبها حول موضوع الندوة: “الدين والأنشطة العقلية”، وأجاب المحاضرين إجابات شافية لاقت استحسان الجمهور.