ماهر عقيل
تستعد قرية الحرجة بمحافظة سوهاج لاستقبال أبنائها الستة الذين تعرضوا للاحتجاز خلال تواجدهم في ليبيا، وسط حالة من السعادة لاقتراب عودتهم سالمين بعد تجربة مريرة وقاسية، وفقا لحديث هاني كمال، شقيق أحد المختطفين الذي أكد علي أنه “عندما تلقينا خبر إطلاق سراحهم لم نصدق من شدة الفرحة، وشعر الأهالي بعودة الروح مرة ثانية إلى أجسادهم حيث كانت أياما عصيبة لم نذق فيها النوم، لكنها انتهت بتدخل الدولة متمثلة في وزارة الخارجية المصرية لإعادة أشقائنا”.
كان المتحدث باسم الخارجية قد أعلن في بيان رسمي أنه وفقا للمعلومات الواردة من السفارة المصرية في طرابس، فقد تم إطلاق سراح المصريين المحتجزين في ليبيا ،مُشيرا إلى أنه جاري متابعة عودتهم إلى مصر.
وأضاف كمال: “كان أخي (مينا) ضمن المجموعة المتجهة إلى ليبيا، وجميعهم من الأقارب، قاموا في مطلع الشهر الحالي بالسفر من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى مدينة بنغازي بحثا عن فرصة عمل ملائمة في مجال البناء والمقاولات، وعقب وصولهم انقطع الاتصال بهم”.
ويتابع “حاولنا الوصول إلى شقيقي ومن معه دون جدوى، اكتست بيوتنا بالأحزان، تركوا خلفهم زوجاتهم وأبنائهم يعانون من مخاوف لا حصر لها، وعقب مضي 5 أيام من اختفائهم تلقينا اتصالا هاتفيا من شخص لا نعرفه في ليبيا يؤكد أن أبناء العائلة تم اختطافهم من مجهولين”.
وأكد أحد أقارب المخطوفين علي كلام كمال وقال “استقبلنا تسجيل صوتي لأحد المحتجزين يعرض مطالب الخاطفين، أرادوا الحصول على 15 ألف دينار ليبي (الدولار = 4.769 دينار) لكل شخص مقابل إطلاق سراحهم، نهش القلق قلوبنا خاصة مع مرور الوقت واتصالهم اليومي بالعائلة لمعرفة موعد إرسال الفدية لذلك توجهنا على الفور إلى الجهات المسؤولة في الدولة لمساعدة المحتجزين”.
ويتحدث أمير نصيف، محامي أسر المحتجزين عن الجهود المبذولة لإطلاق سراحهم قائلا: “تقدمنا بالتماس في 15 فبراير الجاري إلى النائب العام المصري ورئاسة الجمهورية من أجل التدخل لاستعادة المختطفين وفي ساعات قليلة شهدنا اهتمام بالغ من المسؤولين ومساعي وزارة الخارجية المصرية لإنهاء الأزمة”.
وأضاف نصيف”: “جرت اتصالات حكومية مع الجانب الليبي نجحت في الإفراج عن المصريين الستة من أيادي المختطفين دون تعرضهم لأي أذى، وتم إبلاغنا بنقلهم إلى مكان آمن تحت سيطرة السلطات الليبية وتوفير كافة احتياجاتهم من طعام وشراب لحين مغادرتهم طرابلس”.
ووجه محامي أسر المحتجزين الشكر للجهات المسؤولة بالدولة على جهودها من أجل الإفراج عن أبنائنا، ومن المتوقع وصول المصريين الستة إلى القاهرة خلال الساعات القادمة، وهناك استعدادات خاصة داخل قريتهم للاحتفال بعودتهم بعد رحلتهم الصعبة”.
وقد أهابت وزارة الخارجية بكافة مواطنيها بعدم مخالفة التعليمات المتعلقة بالسفر إلى ليبيا والالتزام الكامل بمناطق التواجد والتحرك المعلنة والمبلغة لهم قبل السفر، وذلك لضمان سلامة جميع أبناء الوطن، منوهة إلى أن المواطنين الستة قد غادروا البلاد بتصاريح سفر تشترط تواجدهم في الشرق الليبي فقط دون تخطيه إلى مناطق أخرى.