المراقب : وحدة الدراسات
عبر عقود طوال ركزت المؤسسة العسكرية الأمريكية ، على إستغلال كافة العلوم والمعارف ، بهدف ضمان سيطرتها على مقدرات الكرة الأرضية ، وحتى لا ينازعها أو يشارعها قوة أخرى .
هذه الرؤية تجلت في وثيقة القرن للمحافظين الأمريكيين العام 1997 ، والتي تمت بلورتها عام 2010 في ظل إدارة باراك أوباما ، من خلال ما عرف بإستراتيجية الإستدارة نحو اسيا .
عبر أذرع القوات المسلحة الأمريكية العلمية ، بدا وكأن هناك من يشاغب الطبيعة ، تلك القوة القاهرة والقادرة على تغيير المشهد على سطح الأرض .
بدأت إهتمامات الولايات المتحدة بالمناخ وإمكانية تسخيره للعب دور في الحروب ،خلال أربعينات وخسمينات القرن الماضي ، وفي توقيت مواكب لصناعة القنبلة النووية .
ربما كانت البداية الحقيقية من عند الرئيس دوايت أيزنهاور ، والذي كلف “هارولد أورفيل “، مستشاره الخاص بالطقس ، لمتابعة شأن التحكم في الطقس وتوجيهه كأحد أسلحة المعارك التي يمكن أن تحسم المعارك الكبر ، وكان أيزنهاور قد أدرك سريعا أن الإتحاد السوفيتي ، ومن خلال ريادته المبكرة للفضاء ، لن يتورع في التلاعب بالمناخ العالمي وأحواله .
هل لدى الأمريكيين برامج خاصة لإستمطار السماء وبنوع مهلك ، ما يؤدي إلى فيضانات مدمرة ؟ وهل لديهم برامج للتاثير على الطبقات التكتونية لقلب الأرض ، ما يمكنهم من إحداث زلازل صناعية ؟ وماذا عن التلاعب بمياه البحار والمحيطات ، وإحداث موجات تسونامي تغرق دولا بعينها حال أعتبرتها واشنطن مصنفة كاعداء ؟
إحدى أفضل الدراسات التي قدمت في هذا الشأن ، قامت عليها ، “ريبيكا بينكوس “، المحاضر بأكاديمية حرس السواحل الأمريكية ، ولفتت الإنتباه إلى وجود برامج تتعلق بالتحكم في المناخ وتسليحه من جانب وزارة الدفاع الأمريكية ، خاصة في الفترة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية مرورا بحرب فيتنام .
هل حدثت بالفعل مواجهات مناخية لاسيما بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة قبل إنهيار الأول ؟
الثابت أن هناك الكثير من المرويات في هذا السياق ، فعل سبيل المثال ، جرى ذات عام من ستينات القرن الماضي ، أن أحرق الأمريكيون محصول القمح في الإتحاد السوفيتي ، وكان الرد بإهلاك محصول التفاح الأمريكي في كافة البلاد ، ولم يتوقف الأمر الإ بعد أن تيقن الطرفان من أن الصراع على هذا النحو مهلك ، وأنه ما من فائز في مواجهة على هذا الشكل .
يلعب ” المجلس الوطني للابحاث “، في الداخل الأمريكي ، دورا متقدما في عالم أبحاث المناخ ، وليس سرا القول أن هناك وكالات خاصة ، ذات طبيعة بحثية علمية إستخباراتية ، مثل وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية ، والمعروفة إختصارا ب ” داربا “، تقف وراء تلك الأبحاث وتقدمها .
والمعروف أنه في شهر فبراير شباط من عام 2019 ، صدر عن المجلس الوطني للابحاث ، تقريرين منفصلين تحت عنوان “طرق وتقنيات مقترحة للتدخل في المناخ .
في أوائل ثمانينات القرن الماضي ، أقنع أنصار تيار اليمين الديني الأصولي في الداخل الأمريكي ، من أمثال جيري فالويل ، وبات روبرتسون ، وغيرهما ، الرئيس الأمريكي الراحل ، رونالد ريغان ، بأن معركة هرمجدون على الأبواب ، وأن العدو السوفيتي الشيوعي هو العدو الأخير .
من هنا تفتقت أذهان العسكريين الأمريكيين عن فكرة حرب الكواكب أو النجوم ، وفيها يجري عسكرة الفضاء ، عبر شبكة من مدافع الليزر غير المرئي، والتي تمنع وصول الصواريخ السوفيتية إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
عبر عقدين من الزمان ، استمر هذا البرنامج ، ولم يتراجع الإ بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ، غير أنه حين وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2016 ، أستخرج البرنامج من الأدراج من جديد .
هل توقفت عسكرة الفضاء من الجانب الأمريكي بالفعل ؟
غالب الظن أن هذا لم يحدث ، بل أستمر شحن الفضاء الخارجي ، وإن بصورة سرية ، بمختلف أدوات الأسلحة ومعظمها غير معلوم .
في مقدمة أسرار الفضاء الأمريكي التسليحي ، يأتي الحديث عن المركبة الأمريكية من طراز X-37B
تلك التي حلقت في مدار خارج الأرض لمدة تصل إلى 780 يوما بدون توقف ، فيما بقي جدول أعمالها محفوظا كأحد أسرار الدولة العسكرية .
هل كانت مهمة هذه المركبة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة ميكروويف ، ثم توصليها إلى الأرض ؟
لو كان الأمر على هذا النحو ، فإن واشنطن تمتلك بالفعل أنظمة لأسلحة سرية تسخر من خلالها قوى الطبيعة ، وهي فكرة استخدمت بشكل أولي في الحرب اليونانية القديمة .
بشكل عام يحتفظ القادة العسكريون الأمريكيون بأسرار ما يجري في الفضاء الخارجي بشكل فائق الخصوصية ، فيما تقوم وكالة البحث والتطوير لمشروعات البحوث الدفاعية المتقدمة ،”داربا “، بتقديم أنساق لا تخطر على قلب بشر من تلك الأسلحة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، ما يعرف ب ” القنابل القمرية “…ماذا عن هذا ؟
بإختصار غير مخل ، يبدو أن الأمريكيين يخططون لإجراء إختبارات فوق سطح القمر لتحسين الروح المعنوية لشعبهم ، سيما بعد ما بدا يروج عن برامج صينية تحديدا فوق الجانب المظلم أو الخفي من سطح القمر ووصولهم إليه ، وعليه فالتساؤل :” هل سيضحى القمر منصة لقصف أعداء أمريكا بالصواريخ النووية ، أو ربما مدافع الليزر ،ليتحول الكوكب الجميل الذي طالما راود العشاق عن عشقهم إلى مصدر تهديد خطير ؟
هل هناك سلاح أمريكي فضائي يدور حول الأرض دون الكشف عنه ؟
ربما هذا ما ألمحت إليه صحيفة ،” بريكنج ديفنس “، في سبتمبر ايلول 2021 ، ونسبت الأمر إلى الجنرال ، جون هايتن ، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي .
غالب الظن أن الأمريكيين توصلوا إلى جعل بعض الأقمار الإصطناعية ، أسلحة جاهزة للإنطلاق ، ولهذا لا يتم الكشف عن هذا النوع من الأسلحة، التي تراوغ بقية القوى الدولية .