المراقب ينشر كلمة الدكتور حسن البيلاوي في افتتاح الأمير عبد العزيز بن طلال معرض” تاريخ تقرأه الأجيال”

السيد العادلي 

ينشر موقع المراقب الاخباري نص كلمة الاستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية  التي ألقي بها اخلال افتتاح سمو الأمير عبد العزيز بن طلال معرض” تاريخ تقرأه الأجيال” الذي يستمر حتي نهاية الأسبوع الحالي .

إلي نص كلمة الاستاذ الدكتور حسن البيلاوي 
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال –
معالي الأستاذ الدكتور – رضا حجازي وزير التربية والتعليم . أصحاب المعالي والوزراء – أصحاب المفكرين الكرام –
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود .. شرفنا اليوم بمبادرة سموكم بالاحتفال بتشييد معرض صحاب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز خال الذكر رحمه الله ومرور 35 عاما علي تأسيس المجلس في مشهد مهيب بحضور هذه النخبة من الوزراء والقادة والعلماء الأجلاء في مصر والوطن العربي – المجلس العربية للطفولة – السيدات والسادة الحضور هو منظمة عربية غير حكومية اعتبارية تعمل في مجال الطفولة وكما تعلمون أسس عام 1987ميلادية واتخذ المجلس من القاهرة مقرا لها وتنظيم علاقة المجلس بدولة المقر اتفاقية القضية وهم تحت شخصية وضعية القانون لوزارة الخارجية ” هيئة سياسية” وهذا التأسيس يحكي فكر ونضال صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز كما يعكس استراتيجيه تحويل الأفكار إلي أعمال تنفذ علي أرض الواقع .

بالطبع لقد كان مصطلح تنمية الطفولة بالنسبة للأمير المؤسس رحمه الله هو المدخل إلي تحقيق تنمية شاملة في جميع أقطار وطننا العربي من أجل عزة وكرامة الإنسان العربي .
فالإنسان في كل مكان أيمنا كان وفي الحقيقة يجب أن نعلم أن فكرة التنمية كانت تتكامل من خلال سبعينيات القرن الماضي وكان أول مبعوث للتوعية المنظمات العالمية .
وكان يدو في كل أنحاء العالم يسبح بأفكاره قويا مناضلا – وهذه الأفكار التي كانت تدور حول محاور أساسية في العملية التنموية وأنا أجزم وأقول أنها كانت سابقة لما يطلق عليها الآن ” التنمية المستدامة ” .

– التمنية المستدامة فكرة برزت حقيقة في العقد الأول من القرن الحالي سنة 2000م في المحافل الدولية ، لكن هذا المصطلح كان يمارسه سمو الأمير في السبعينيات من القرن الماضي وسوف ندلل علي ذلك .

أولا- معني الطفولة بالنسبة لسمو الأمير هي في القلب من عملية التنمية فلا تنمية بدون طفولة، لأن تنمية الطفولة هي المدخل القومي لتمكين المرأة للارتقاء بمستوي الأسرة، ولا تنمية للطفولة بدون تحقيق مستوي عالي من التمكين للمرآة .
إذن محور المرأة هنا كان واردا من أجل تمكين الطفل وحقوقه ، بل أن أعماله كلها كانت تدور حول هذا المفهوم، إلا أن المدخل الحقيقي من العملية التنموية وتحرير المرأة وتمكينها من خلال الطفل – لا تمكين للطفل بدون تمكين للمرأة .

ثانيا- تمكين الطفولة كانت تعيش بالنسبة له أن يتحرك المجتمع المدني من اجل رفعة الإنسان ومن أجل القضاء علي المشكلات الحيوية والقضاء علي معوقات التنمية من إرث الماضي ، وبالتالي تنمية الطفل بالنسبة لخالد الذكر سمو الأمير طلال بن عبد العزيز إطلاق طاقات المجتمع المدني والتحرك إليه ولايمكن أن ننمي الطفل دون مجتمع بيئي كامل ينجو بهذا الطفل من إرث الماضي.

ثالثا- تنمية الطفل تعني علي العمل علي مواجهة الفقر والقضاء علي كل أشكال الفقر والعوز في المجتمع .

رابعا- تنمية الطفولة كانت تعني بالنسبة إليه ” خالد الذكر” العمل علي نشر التعليم وجعله ميسرا أمام الطفل والأسر الفقيرة ومن ثم- تعني الأخذ بالمقتضيات التكنولوجية في التعليم عن بعد مما يجعل التعليم أمام الطفل والشباب لابد ان تتوفر لتعليم الطفل .
خامسا- تنمية الطفولة تهني تهيئة مناخ محفز للوعي والثقافة والنمو والنماء الإنساني، الثقافة هي الأساس كي ننمي أطفالنا في مناخ ثقافي صحي .
سادسا- تنمية الطفولة تعني العمل علي توفير هذا المجتمع الإنساني في كل مجال وجودة الحياة .

سابعا- تنمية الطفولة تعني العمل علي توفير بيئة راقية من مياه نظيفة وحياة نظيفة وبالتالي فإن البيئة وجودة البيئة هي أيضا من مستلزمات الطفولة وبالتالي مرة آخري فإن الطفولة هي قلب التنمية .

ثامنا- تنمية الطفولة تعني مجتمع عادل وقد كان نداءه دائما ، التأكيد علي سيادة القانون، فلا قانون أو حرية بدون سيادة القانون ولايمكن أن نوفر للطفل بيئة كاملة لكي ينمو دون مجتمع عادل لأنه القادر علي رعاية كل طفل وبالبالي من يتصدي لقضية الطفولة فلابد ان يتصدي لقضية الحرية والعدل الاجتماعي في كل مجتمع أي سيادة القانون.

تاسعا- تنمية الطفولة تعني العمل علي توفير الرعاية الصحية الطبيعية والمناخ الصحي الآمن ولايمكن أن ننمي الأطفال دون رعاية صحية كاملة .

عاشرا- تنمية الطفولة تعني العمل علي تأكيد الحق في الكرامة للجميع والتزام مؤسسات المجتمع بالعمل علي توفير جودة الحياة .

تلك النقاط العشر – هذه النقاط تعني لنا ماكان يعنيه سمو الأمير خالد الذكر في رؤيته نحو التركيز علي الطفولة .

الطفولة هي كل شيء- الطفولة هي المستقبل – قال سموه رحمه الله – الطفولة هي مستقبل أوطاننا إذا أردنا لبلادنا العربية أن تنهض فلابد أن نبدأ بالطفولة وهي المعاني العشر التي ذكرتها إلي حضراتكم .

لقد كانت هذه الرؤية كانت رسالة سمو الأمير التي طاف بها كل أرجاء العالم خلال فترة السبعينيات .
وإن كنت أقول أن المبادئ العشر لتنمية الأركان هي أركان متماسكة .
– إذا أردت أن تكون متماسكا في ندائك حول تنمية الطفولة فإنك لا تسطي عان تفصل في مبدأ من هذه المبادئ.

– فلم تكن رؤيته مجرد أفكارسابحة في الفضاء رحمه الله ، إنما كانت تعبر عن إرادة- فماذا كانت إرادته من هذه الأفكار، وكيف كانت تتحول هذه الأفكار إلي واقع، لقد كان صاحب رؤية استراتيجيه كاملة ولم يكن مجرد مفكر، بل كان مفكرا عظيما، فماذا كانت خطواته الإستراتيجية – كان يعمل إلي تحويل الأفكار الي سياسات وتحويل السياسات الي استراتجيات وتحويل الاستراتجيات إلي خطط عمل واضحة لكي يمكن تقييم ماأنتجته، ومسألة من يؤهله لمن يحقق ذلك.

– فماذا فعل الأمير العظيم لوضع الأفكار موضع التنفيذ، أمير وضعت أمامه كل المناصب وكل أسباب الجاه والسلطان، عزف عن ذلك كله واختار مسيرة شاقة من أجل تحرير الإنسان في كل مكان وأينما كان .

– عبر الأمير وأنحاز الي أفكاره وكرس حياته وجهده وماله وكفاحه وعمله وكان قراره الاستراتيجي الأول هو إنشاء المؤسسات.

– وقد أسس برنامج الخليج للتنمية ” أجفند ” 1980 ميلادية وكان أجفند هو ذراعه الطويلة التي استخدمها حول تأسيس النقاط العشرة التي تكلمنا عنها .

– ولذلك كان من جهوده أن صدر قرار مجلس الشعب وصادق رئيس الجمهورية في مصر علي إنشاء المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 1988م .

– ولم يتوقف الأمر عند حد إنشاء المجلس العربي، وكان في فكره أن كل دولة يجب ان تنشئ مجالسها الوطنية الخاصة بها لكي تنشئ استراتيجيات وخطط عمل .

– ومن القاهرة كان المؤتمر العالمي الكبير الذي دعي كل رؤساء الدول لإنشاء المجالس القومية أو المجالس الوطنية، وكانت مصر أول من استجابت وتم إنشاء المجلس القومي للطفولة والأمومة .

– تحولت الأفكار التنموية في مسيرة الراحل العظيم إلي مؤسسات واستراتيجيات وإلي خطط عمل .

– تأسس بنوك الفقراء بعد ذلك ليحمي الطفل أبضا.
– تأسس مركز المرأة العربية للبحوث والتدريب ” كوثر ” عام 1993م في تونس .
– تأسست لجنة المنظمات الأهلية في عام 1989م وتحولت بعد ذلك للشركة العربية للمنظمات الأهلية لكي ترعي العمل الأهلي .
– أعلن عام 1996م عن مبادرته لإنشاء جامعة عربية مفتوحة وكان أول كيان في العالم العربي وهذا الكيان هو الذي فتح لنا الفرض لكي نواجه جائحة كورونا ونحول المأساة إلي فرص ونعمل من خلالها قدر هذه المبادرة في ذلك الوقت .
– لقد كان المجلس العربي للطفولة والتنمية منصة أساسية لسمو الأمير رحمة الله عليه في كل تحركاته.

– ومن المجلس ومن قلب القاهرة مكانه المحبب كانت حركة سمو الأمير للتواصل مع مفكري ومثقفي العالم العربي وكل منظمات العالم الدولية ، وصار المجلس فكرا وإستراتيجية كاملة وتمت المسيرة باقتدار ورؤية تنويرية ثاقبة .

وكما ترون حضراتكم أن سمو الأمير عبد العزيز بن طلال تولي راية العمل والمسيرة في استمرار وتطوير مسيرة المجلس، فأصبح المجلس يتكلم عن عقل جديد في كون جديد وإنسانية جديدة بقيم عالمية تسع مصالح الاحترام والصدق والحب والتعاون والمسؤولية، إضافة الي ذالك إضافة سمو الأمير عبد العزيز، أننا لابد ان تتحلي في المجلس وأن نعانق التقدم التكنولوجي في ذلك الوقت .
وأضاف أن المجلس العربي للطفولة والت

نمية يمثل فكر وفلسفة متكاملة تستند علي أربع دوائر .
الدائرة الأولي هو المنهج الحقوقي للإنسان .
الدائرة الثانية هو منهج القدرة والتنفيذ والمشاركة .
الدائرة الثالثة هي نهج الوعي وإثارة الذات وهذا هو المفهوم الذي استخدمناه في مشروع أطفال الشوارع بالمجلس العربي ” الطفل في وضعية الشارع الذي استخدمناه في مصر لمدة أربع سنوات واظهر نتائج باهرة وكان سمو الأمير رحمه الله يقابل الأطفال واهتم بتعليمهم وتأهيلهم .

والآن هذا المشروع ينتقل إلي لبنان وقد وجه سمو الأمير عبد العزيز بالتوقيع مع لبنان لنواصل هذا العمل .

والدائرة الرابعة هي دائرة التكنولوجيا الموجودة، حول هذه الدائرة الكبيرة العديد من المشاريع التي يقوم به المجلس، منها دعم تربية القدرات وتربية الأمل ، تنمية القدرة علي الكشف المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة، تأهيل ودمج الأطفال في وضعية الشارع ، المرصد الإعلامي لحقوق الطفل وتم تصحيح مايقرب من 1000 مصطلح وخطأ يتدوالها الأعلام وكانت دراسة ميدانية العربي في ست دول .

وأكد في نهاية كلمته أن سمو الأمير طلال تاريخ طويل لا نستطيع أن نتداوله في جلسة واحدة رحمه الله .