شهدت القاهرة منذ أيام قليلة استضافة معرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” في نسخته الرابعة، بعد إقامته في كل من الرياض والكويت، وذلك تزامنا مع الاحتفال بمرور 35 عاما على تأسيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، أحد المؤسسات التنموية التي بادر بتأسيسها الأمير طلال بن عبد العزيز الذي رحل عن دنيانا في ديسمبر من العام 2018، تاركا أكثر من 20 مؤسسة تنموية في كل ربوع الوطن العربي، مؤسسات تخصصت في قضايا تنموية هامة مثل تمكين المرأة والشمول المالي والتعليم والمجتمع المدني، إلى جانب الطفولة.
والزائر لهذا المعرض وجد معرضا مختلفا، لأنه وبحق تناول شخصية استثنائية ذات رؤية استشرافية، فقد حكى المعرض نشأته الأولى على يد الوالد الملك عبد العزيز آل سعود، واستعرض مسيرته التنموية على مدار ستة عقود، كان فيها أول مبعوث خاص لليونيسف، ومبعوث اليونسكو للمياه، وصاحب المبادرات عربيا وعالميا… ويظل اللافت حقا هو الجناح الذي حمل عنوان “اختار مصر” ليبرز بالصورة والمعلومة العلاقة الخاصة جدا التي ربطت بين الأمير طلال ومصر ، والتي بدأت عندما زارها لأول مرة وهو طفلا في أربعينيات القرن الماضي.
فالأمير طلال كان يري مصر هى قلب العرب النابض، واعرب عن حبه لها قولا وممارسة، فأحبته مصر بمختلف أطيافها سواء على مستوى الفكر أو الثقافة أو الفن أو التنمية، حتى لقبوه بأمير الإنسانية والعطاء، أو بأمير الأطفال الذي اتسع قلبه لكل أطفال العالم.
من المهم في هذا الزمن الذي نعيشه أن نقدم لأطفالنا وشبابنا القدوة الحسنة، من خلال استعراض مسيرتهم … ومسيرة الأمير طلال تؤكد أنه نعم القدوة بعد أن ترك اختيارا عالم السلطة والسياسة، وكرس وقته وجهده وماله للإنسان، فالأمير طلال لا يمكن أن نتوقف عند وصفه بأنه أمير سعودي أو عروبي الهوى أو مسلم الديانة إنما يجب ان يتصدر تعريفه بأنه كان إنسانا عاش للإنسان اينما كان، ويستحق أن نحتفي بمسيرته دوما.
كل الشكر للأمير عبد العزيز بن طلال على توثيق مسيرة والده الأمير طلال، بل والحرص على استمرار ينبوع الخير والعطاء الذي أوجده الراحل عبر مؤسساته التنموية التي ستظل باقية…. لقد رحل الأمير طلال ولكن ستظل سيرته وأعماله أثر باق من بعده.. رحم الله الأمير طلال وطيب ثراه.
________________________
نقلا عن مجلة أخبار السياجة