الحمد لله بعد أن أكرمني الله بأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان الكريم.. كم كانت رحلة روحانية أكثر من رائعة، جاءت بعد اشتياق طويل امتد لسنوات … فما أجمل أن تقف أمام بيت الله الحرام .. أمام الكعبة المشرفة، أو تتاح لك الفرصة لزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي لتصبح أقرب ما يكون لله ورسوله.
لقد استلفت نظري خلال تلك الرحلة الروحانية الكثير من اللحظات والمواقف التي تستحق أن نسجلها ونتحدث عنها أكثر وأكثر ، ولكن أكثر شئ كان لافتا بالنسبة لي ، وأعتقد لأى قادم لأرض الحرمين الشريفين، هو ما يقدم من خير ويبذل من جهد طوال شهر رمضان المبارك داخل الحرمين، وأخص الحرم النبوي.
فقبل صلاة المغرب والمسجد يعج بالمصلين والمصليات حتى انه من الصعوبة الشديدة أن تجد مكانا، رغم ذلك وفجأة تجد سيدات وشابات فضليات يملأن المكان حركة ونشاط … يتحركن في كل مكان كأنهن فراشات تحطن على الزهور فتزين المكان بشكلها الجميل… ففي همة غيرعادية يقدمن وجبة إفطار الصائم للجميع من المصليات، ومنهن من تحمل الشاى أو القهوة ليوزعن على كل المصليات بوجه بشوش وابتسامة جميلة… والغريب بعد دقائق وفي حركة أكثر رشاقة وخفة يجمعن بقايا الوجبات ليتهيأ الجميع للصلاة.
وعندما تمعن النظر ستجد أنهن يرتدين سترات تحمل أسماء جامعات كبري ومؤسسات خيرية، أو الهلال الأحمر ، وغيره من مؤسسات بالمملكة العربية السعودية، كلها تجتمع تحت كلمة واحدة هى “متطوعة”… بارك الله فيكن بنات بلاد الحرمين الشريفين … فأنتن بحق سفيرات للإسلام ومن قبله سفيرات لبلادكن.
وهنا أتسائل لماذا لا يكون هناك مجال للتطوع ليس في مجالات التنمية فقط، إنما في المجالات السياحية والاقتصادية وغيرها، مثل التطوع في المزارات السياحية والأثرية لمساعدة الأجانب وحمايتهم مما قد يتعرضون له من تحرش أو نصب أو سرقة، بل والتطوع أيضا في المشروعات القومية الكبرى مثل المترو أو المونوريل أو حتى داخل المؤسسات الحكومية خدمة للبسطاء وكبار السن… فالتطوع له قيمة كبيرة ليس لخدمة المجتمع فحسب، إنما أيضا لاكساب المهارات والخبرة لشباب المتطوعين، بل وتنمية ذواتهم ومنحهم الفرصة لبناء الثقة بأنفسهم أو القدرة على المشاركة الفاعلة.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك قريبا؟.
___________________
نقلا عن أخبار السياحة