السيد العادلي
فجاءة و بدون مقدمات تعرض الشعب الروسي لمصير مجهول عقب إعلان مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة تمردها على الجيش الروسي، ومواجهة السلطات الروسية ذلك بحزمة قرارات رادعة، قبل أن يتنفسون الصعداء مع تراجع قائد المجموعة يفجيني بريجوجين، وأمر مقاتليه، الذين كانوا يتقدمون صوب العاصمة موسكو، بالعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماء.
كيف بدات الأزمة ..؟؟
في اليداية تقدم مقاتلو المجموعة لمسافة 200 كيلومتر باتجاه موسكو خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لقائد فاجنر، بيد أن وساطة بيلاروسيا حصلت على موافقة “بريجوجين” على اتفاق ضمن من خلاله سلامة مقاتليه، مقابل وقف التصعيد.
من موسكو وسانت بطرسبرج، تحدث عدد من المواطنين الروس والمقيمين داخلها لمراسل المراقب الإخباري” هنا ريزبارك” التي أكدت ان ساعات القلق منذ تمرد فاجنر وحتى تراجعها، عاش خلالها الشعب الروسي حالة من القلق المخيف وكيف استعدوا لإجراءات مُغايرة عما عاشوه خلال السنوات الماضية.
وطلب رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين، من السكان في العاصمة تجنب السفر غير الضروري، معلنًا يوم الاثنين عطلة رسمية باستثناء موظفي الخدمات الأساسية والأجهزة الأمنية والجيش.
تقول الدكتورة الروسية ” تانيا”، المقيمة في موسكو، إن السكان استيقظوا صباح اليوم على أنباء مفزعة بعد إعلان مجموعة فاغنر تمرده عن قادة الجيش الوطني، وكان هناك قلق بالفعل من تصاعد المواجهة والأنباء المتتابعة عن اعتزامهم اقتحام العاصمة.
وأضافت نادين المقية في ضواحي العاصمة الروسية أن “الجميع كان يتخوف لمواجهة مع فاجنر، خاصة مع تحذيرات السكان من السفر غير الضروري في جميع أنحاء المدينة، والبعض كان يفكر في شراء أسلحة لحماية نفسه، والكثير شرع في ذلك بالفعل”.
“لكن الأمور باتت أفضل الآن بعد تراجع قائد فاجنر عن تهديده، والسرور عم أرجاء روسيا بعد يوم ونصف، لكنها ستبقى ذكرى سيئة مع الشعب”، وفق المواطنين الروسيين .
أما في سانت بطرسبرج، كان التوتر أقل قليلًا عن الحال في العاصمة، بيد أن سكانها شاركوهم القلق. كما تقول مراسلة المراقب ” هنا ريزبارك” إن “الجميع كان يدرك أن الاتفاق سيكون قريبًا ولن يتطور الأمر، لكن المخاوف ظلت قائمة لحين الإعلان الرسمي عن ذلك”.
تضررت مظاهر الحياة في كافة المدن الروسية عقب الأزمة، إذ ظهرت مركبات عسكرية بكثافة في الشوارع على غير العادة، وجرى توزيعها على عدد من المنشآت الحيوية لحمايتها.
وتضيف الدكتور تانيا “الوضع حالياً أصبح اكثر استقرارا، ولا توجد تهديدات عسكرية راهنة، وسينام الجميع ليلة هادئة بعد يوم عصيب”، لكنها تؤكد علي عدة نقاط أهمها:-
- أن الناس تواجدوا بالشوارع الآن لمتابعة التطورات، لكن هناك توتر وترقب لأي اشتباكات قد تحدث في أي لحظة حال تراجع قوات فاغنر عن اتفاقه.
- البعض تخوف بالفعل خاصة مع وجود متناقضات كثيرة، إذ تحدث قائد فاغنر عن حملة لتطهير موسكو، وحرض أفراد مجموعته للاتجاه إلى العاصمة، لكن البعض كان قلقا إذ وربما يكون هناك انقسام داخل فاغنر ذاتها ويرفضون التراجع.
- الجميع في انتظار التأكد من عودة مرتزقة فاغنر إلى مواقعهم أو تسليم أسلحتهم، والناس في روسيا كانوا في خوف من بعض الأفراد المتهورين بفاغنر.
- هذه رسالة للإدارة الروسية بأنه تم إظهار أن مجموعة صغيرة مسلحة جاءت من كييف وهددت العاصمة موسكو، وبالتالي ستكون هناك تداعيات لتلك الأزمة.
- اعتبر رئيس بلدية موسكو أنّ الوضع “صعب” في العاصمة الروسية التي كانت تسير باتجاهها قوات مجموعة فاغنر المسلّحة.
دعا سكّان العاصمة إلى “الحدّ قدر الإمكان” من تنقّلاتهم في المدينة، لافتاً إلى أنّ حركة السير “قد تُمنع” على بعض الطرقات وفي بعض الأحياء. - أعلن الرئيس الروسي حالة “مكافحة الإرهاب” في موسكو للرد على التمرد المسلح.
- قرر الجيش الروسي نشر جنود وقوات من الجيش في المناطق الرئيسية بالعاصمة.
أعلنت وزارة النقل الروسية إلغاء بيع التذاكر بين الأقاليم حتى إشعار آخر .
في النهاية يبقي السؤال الأهم … هل تعود الأوضاع مرة أخري كما كانت بين روسيا ومجموعة فانجز، أم أن الهدوء الحالي مجرد هدوء مصطنع حتي إشعار أخر .
وهل يستغل الغرب وأمريكا الذين نجحوا في إشعال فتيل الأزمة الروسية مع مجموعة فانجر والتي بدات منذ 6 أشهر بالتماما والكمال كما أكدت مصادر كبيرة في الكونجرس الأمريكي ؟؟
الأيام القادمة ستجيب علي تساؤلات المراقب المشروعة عن مستقبل العلاقات بين موسكو وقوات فانجر .