واجهت مصر تحديات سياسيه بالغه الاهميه في عام ٢٠١١ ، وذلك خلال محاوله شباب مصر والذين انضم لهم لاحقا غالبيه الشعب في الإطاحة بحاكم ظل يدير البلاد لمده ثلاثون عاما، وكانت آخر خمس سنوات صعبه للغايه، بسبب كبر سنه وتركه اداره كثير من أمور الدوله لفئه من السياسيين ورجال الاعمال الذين ركزوا علي مصالحهم الشخصيه وثرائهم الفاحش، وأيضا علي اجهزه الامن التي حمت النظام وردعت المعارضه.
تلي ذلك فتره انتقاليه لم يستطع اقتصاد مصر فيها التقاط أنفاسه، حتي وصول جماعه الإسلام السياسي ليبقوا بالحكم لمده عام، ركزوا فيه علي عمليه اخونه الدوله وتثبيت رجالهم في أركانها لضمان بقائهم الابدي، وقد تراخي الاقتصاد أيضا خلال هذه الفتره.
بعد ذلك نزلنا نحن الشعب الي الشارع، مطالبين برحيلهم ولاقينا مسانده من قواتنا المسلحه وقمنا لازاحتهم وتغيير الدستور وانتخاب رئيس جديد ليبدأ العمل في تحقيق نهضه اقتصاديه جديده لمصر، تعوض الأوقات الصعبه التي واجهتنا نحن شعب مصر المجاهد.
مع بدايه هذه الفتره الجديده تفائلنا خيرا بسبب تدخلكم لمسانده بلدنا ودعم اقتصادنا وذلك في عام ٢٠١٤. لقد طلبتم تخفيض سعر الجنيه المصري، وخفض دعم الحكومه للسلع والوقود، وتطبيق قانون القيمه المضافه. وفي حزمه ثانيه من الاصلاحات تم اصدار قانون الخدمه المدنيه، واصدار قوانين وتشريعات لازاله حواجز الاستثمار وجذب الاستثمارات المحليه والاجنبيه، وقد لقيت هذه الاجراءات التي قامت بها الحكومه المصريه استحسانكم ومباركتكم، وصدرت تصريحات من جانبكم تؤيد إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي نفذتها الحكومه بناء علي توجيهاتكم. وفي عام ٢٠١٩ بسبب رؤيتكم الثاقبه قمتم بتسليم الحكومه المصريه ٢ مليار دولار كآخر دفعه من القرض البالغ ١٢ مليار دولار.
خلال هذه الفتره من الإصلاحات عانينا نحن شعب مصر من زياده التضخم، وما نتج عنه من زياده في الأسعار، وتآكل الطبقه المتوسطه، وتآكل مدخراتنا، ولكننا صامدون متوقعين الخير واثقين في خبرتكم وتعاونكم معنا، نحن أيضا نتفهم ما حدث من ركود في فتره كورونا، والتأثير الحادث من حرب أوكرانيا والذي يتلاشي معظمه حاليا. ولكن مايقلقنا جميعا كشعب مصري خلال الفتره الاخيره هو زياده الضغوط علينا كشعب يعاني غلاء الأسعار وزياده أسعار الخدمات وارتفاع تكاليف تعليم أولادنا، وأيضا تكاليف الرعايه الصحيه، بل وصل الامر لوجود نقص في امدادات الكهرباء، ونقص بعض أنواع الدواء بالصيدليات، ونقص وتضاعف أسعار السيارات، ثم نفاجآ ببيع الأصول التي نمتلكها، كالشركات العامه الناجحه وفنادقنا التراثيه واصولنا العقاريه وذلك بطلب منكم، ثم تأجيلكم اجراء المراجعات الاقتصاديه، ومطالبتكم بضروره سداد أقساط الديون. انكم تتهمون الحكومه المصريه بتآخير تعويم الجنيه، وعدم رفع معوقات الاستثمار، وعدم اتاحه الفرصه للقطاع الخاص لينموا بحريه، وبعدم استخدام القروض في مشروعات استثماريه تدر دخلا، وتزيد من الاستيراد لجلب العملات الصعبه، ولكن اسمحوا لي اذا كنتم ترون ان الحكومه اجرمت في حقنا، فانتم شركاء في الجريمه، انتم الذين اصدرتم بيانات حسن الأداء والموافقه علي قروض جديده، انتم الذين راجعتم الميزانيات وخطط التطوير الاقتصادي وكثر مديحكم لها، وخبراءكم الذين لم يكفوا عن الحضور لمصر للمراجعه وإصدار تصريحات المديح، والتشجيع علي استمرار خطوات الإصلاح، والآن تتبرأون وتوجهون النقد وتنتظرون دفعات السداد، في النهايه فان الحكومه المصريه لاتسدد أقساط الديون، وانما نحن الشعب الذي يسدد من قوت يومه، ولهذا فمن حقنا ان نرفض السداد، بسبب فشل خطتكم، ونطلب تأجيله لفتره عشرون عاما لنلتقط انفاسنا، انتم شركاء في الجريمه وعليكم تحمل تبعاتها وليس شعب مصر.