المراقب ينشر ” التويتات المحذوفة” للمذيع حسام السكري

نشر الصحفي والمذيع حسام السكري تجاربه تحت عنوان ” التجوال في بلاد الله الواسعة” علي صفحته  وتعرض المنشور للحذف عدة مرات قبل أن يعيد نشره مرة أخري ..

الي نص المنشور المحذوف :- 
أول مرة نشرت هناك كان من أسبوع والتعليقات كانت لطيفة وحسستني إنه مكان جيد لنقل تجارب التجوال في بلاد ربنا الواسعة، وكله في ميزان حسناتي. فقررت انزل بوستات فيها معلومات أكتر شوية من السائد بس بنسبة معقولة عشان البوستات ما تبقاش تعليمية.
نشرت البوست تاني فجت عليه تعليقات لطيفة. منها تعليق بيقول “هو ده المحتوى اللي عاوزين نشوفه هنا”، والصديقة Lamiaa Yousry كتبت:
“الله.. ياريت ميكونش ده اخر بوست هنا يا أستاذ حسام”…
بعدها مباشرة الأدمنز شالوا البوست!! 🙂 ..
ده يفسر اختفاء المحتوى من الرابط اللي تحت ده على صفحتي!
كتبت بوست تالت بعد نشر الثاني بيوم ولم ينشر حتى الآن
الظاهر إن الأدمنز فيهم واحد من حبايبي الكتير!! 🙂
ده البوست المحذوف، والتالت هانزله لاحقا..

لما كنت باصور فيديو في بعض قرى المجر اكتشفت سر هاقولك عليه في ودنك. بس كل ما تستفيد منه.. ادعي لي!
اتفقنا؟
المعدة مش بس مدخل لقلب الراجل، لكن كمان مدخلك لفهم ثقافة المكان ولقلب أهل أي بلد اللي انت بتزورها.
المجر بلد لطيف وثقافة الطعام فيه متأثرة إلى حد كبير بالمطبخ العثماني (ولهذا حديث آخر). أثناء زيارتها وتصوير فيديو كنت باعمله على يوتيوب عن المكان وثقافته، لفت نظري هذا الكشك الصغير الذي يقف الناس طابورا عليه، والذي عرفت فيما بعد أنهم يأتونه من كل حدب وصوب.
الشاب اللي في الصورة هو الأستاذ أندريش، اللي اتعرفت عليها وبقينا اصحاب. اتلككت عشان افتح معاه حوار، بعد ما اشتريت من الكشك الشيء الوحيد اللي بيبيعه وهو “اللانجوش”..
قبل ما احكي لك على اللانجوش خليني اقولك انا اقصد إيه بإن الطعام مدخلك لأهل البلد؟
معظم الناس بتحب تقدم بلدها وثقافتها للغريب، ولما يلاقوك مهتم بأكلهم بتتفتح لك قلوبهم وممكن يفرجوك على ما خفي من أسرارها وأحيانا يفتحولك بيوتهم.
اشتري أي أكلة تقليدية من أي كشك في الشارع زي ما أنا عملت كده. اقعد جنب حد من أهل البلد بياكله، واسأله وبراءة الأطفال في عينيك:
– هو الأكلة دي محبوبة هنا؟
– ويا ترى موجودة في المنطقة دي والا ممكن الواحد ياكلها في أي مكان في بلدكم؟
– طب وفيه أكلات إيه تاني بتميز المنطقة اللي احنا فيها؟
– وياترى انت بتحب منها إيه؟
– طب تقترح علي أجرب إيه كمان قبل ما اسيب البلد؟ .. وهكذا..
من هنا ممكن تدخل زي من انا دخلت من الأكل على الموسيقى والأغاني وتفضيلات الشباب مقارنة بالأجيال الأكبر. ده بيعمل نقلة كبيرة في مستوى المعرفة وممكن يبدأ صداقة تستمر معاك لفترة طويلة.
نيجي بقى لهذه الوجبة اللذيذة، أي اللانجوش الذي يباع في هذا الكشك. وبالمناسبة الكشك بيفتح في شهور الصيف وفقط في عطلة نهاية الأسبوع.
اللانجوش عبارة عن قرص بقلاوة كبير شويتين ومتحمر في الزيت. بس العجينة معمولة بحرفية بحيث ما تشربش زيت وممكن بعد ما تستوي تاخدها بخيارات متعددة وتحط عليها أي توليفة من:
الجبنة، الكريم الحامض، شرائح اللحم المحمرة، عصير الثوم..
تباع طازجة وخارجة من الطاسة بعد تنشيفها بتعليقها بمشبك على حبل غسيل (باتكلم جد والله).. طعمها يجنن، وسعرها كويس، وبتشبع.
الكشك ده كان على ضفاف قرية صغيرة على نهر الدانوب اسمها زاباجين، شمال شرق بودابست وعلى بعد ساعة تقريبا بالقطار من العاصمة.
لو رحت المنطقة دي هتلاقي على امتداد خط القطر وبمحاذاة الدانوب مجموعة من القرى المماثلة يدور تعداد سكانها حول الألف نسمة وتتميز بالهدوء الشديد والجمال المبهر والطبيعة الخلابة وما تستغربش لو لقيت فنانين حاطين الحامل وماسكين فرش الألوان وبيرسموا البيوت والجبال.
لو معاك ملابس السباحة هتستمتع بالعوم في نهر الدانوب.. بس خد بالك إن المية باردة، والأرضية طين أو حصى. يعني الأحسن تلبس صندل أو حذاء مطاطي.
بس دي حكاية تانية أبقى احكيهالكم بعدين.

يذكر أن حسام السكري هو صحفي ومذيع مصري ورئيس قنوات ياهو الشرق الأوسط ورئيس القسم العربي في تلفزيون بي بي سي سابقا. ودرس السكري الصيدلة في ألمانيا. أعدّ وقدم عدة برامج في إذاعة بي بي سي عربي وتلفزيون بي بي سي عربي مثل نقطة حوار و«حديث الساعة» و«سبعة وعشرة جرينتش» و«حكايات المقهى الإلكتروني».