أخبار عاجلة

السوشيال ميديا بين الحرية والترند.. إيمان بهي الدين

 

هلت علينا منذ أسابيع عبر مواقع السوشيال ميديا بلوجر وإعلامية معروفة اعتمادا على اسم والدها الفنان المشهور، وبدأت في قص شعرها كله على الهواء أمام الملايين تحت ادعاء انها في حالة اكتئاب وترغب في الشعور بالحرية والانطلاق.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد لما قامت به تحت بند الحرية الشخصية، وما بين معارض تحت شعار الحفاظ على القيم والتقاليد، وزاد من الطين بلة حينما خرج والداها الفنان المشهور يدافع عن ابنته باستماتة شديدة، وإنه يقف معها قلبا وقالبا، مستخدما لغة تهديد لهؤلاء الذين اعترضوا على تصرفها.
والواقع إننا نعيش خلل وتدني أخلاقي غير مسبوق في عالم السوشيال ميديا، فهناك فارق كبير بين ممارسة الحرية الشخصية التي لها أيضا حدود بحيث لا تتجاوز الآخرين أو تؤثر عليهم، وبين هوس الترند على حساب أي شيء ومهما كان.
فما قامت به البلوجر الشابة ابنة الفنان المشهور نحسبه حرية شخصية اذا ظل في إطارها الخاص وبين أسرتها وأصدقائها، أما وقد صار أمام الملايين فلم يعد حرية انما هوس وجنون بالترند وهو أمر قد يتم تجاوزه ان لم تكن تلك التصرفات مؤثرة بين قطاع من المتابعين لها ولغيرها على السوشيال ميديا.. فلنا أن نسأل كم شابة يمكن أن تقوم بذات التصرف إذا ما مررت بظروف مشابهة أو ظروف أكثر صعوبة مثلا.
عالم السوشيال ميديا أفسد نمط حياتنا بما صرنا نراه يوميا من سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة، والدفاع عنها أمر مستنكر، فكفانا سوء استخدام لهذا العالم الافتراضي الذي كان يمكن أن يكون مجالا أفضل من حيث نشر المعرفة وأداه للتعلم والتعليم ومجالا لتبادل الخبرات والتجارب بدلا من أن يكون مستنقعا لا يقدم في أغلبه إلا طبخ وأكل ولبس وفضائح وممارسات غريبة.. فهذا لا يمكن أن يكون حرية شخصية ولا حرية عامة بل هدر لكل القيم.

_____________

نقلا عن مجلة اخبار السايحة 

عن

شاهد أيضاً

الدكتور أحمد سعيد رزق يكتب رأي المراقب اليوم.. “عود_على_بدء “

يمثل إبراهيم عيسى ورفاقه النموذج المبتذل لمدعي الثقافة والتنوير، إلى الآن لا تفهم لهم مدرسة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *