نادر جوهر يكتب.. عندما يكون الدين عائقا..!!!

في أي وقت تود إلحاق هزيمه عسكريه بإسرائيل، وتحقق اكتساح كامل لمواقعها العسكريه في ارض المعركه، عليك مفاجأتها بهجوم يوم السبت او في أعياد يوم كيبور. حدث هذا في حرب أكتوبر وها هي حماس تكرر الامر، وآخر من يفهم او يعي ذلك هم الإسرائيليون.
أحيانا اشعر باننا في مصر قد صدرنا هذا التدين لليهود، فالنبي موسي كان مصريا وابنا لفرعون مصر بالتبني، وتربي داخل المعابد المصريه علي يد الكهنه المصريين، لانهم كانوا يجهزونه ليكون الفرعون الذي يخلف أبيه، بل انه تلقي الوصايا العشر في المعبد قبل ان يتلقاها فوق الجبل بسيناء. المتشددين دينيا يكتسحون الساحه في إسرائيل، علي حساب العلمانيين وجماعات السلام الآن واليسار الإسرائيلي، هم موجودون بالحكومه وفي الكنيست ويصدرون القوانين ويبنون المستوطنات، ويستولون علي الأراضي الفلسطينيه، وحدود الدوله عندهم متمدده وغير معروف نهايتها، ويجتاحون الاقصي ويغلقون البلاد يوم السبت حتي لو تم غزوهم عسكريا، ليكون التطرف الديني هو العائق الأكبر امام تحقيق السلام في المشكله الفلسطينيه.
الحرب الدائره الآن نري فيها تقصيرا إسرائيليا ناتج عن التدين المتعصب، ورئيس الوزراء الذي يبذل ما في وسعه حتي لا تتم محاكمته، وقاده الجيش الجدد والغير متمرسين، وحاله التطوير التي يمر بها الجيش ولم تنتهي بعد، والغرور، آما الطامه الكبرى فهي فشل اجهزه التخابر الاسرائيليه في توقع ماحدث.
الجانب الفلسطيني قام بتطوير أسلحته وتكتيكات الهجوم، واستعمل البر والبحر والجو ونقل المعركه لارض العدو، وحقق اكبر خسائر بشريه ممكنه لعدوه، وحقق إنجازا في المعركه يعتبر غنيمه، وهو عدد الأسري الذين سيكونون الورقه الفائزه عند بدء المفاوضات.
المتوقع خلال الأيام القادمه هو ان الأسد الجريح سينتقم وبقسوه، وسيتم هدم مالايقل عن عشرون بالمائه من منشآت غزه، وهدم بنيتها التحتيه، وربما اجتياح ارضي بحثا عن الأسري وانتقاما من قاده حماس، ومحاوله تعديل الصوره السيئه للحكومه والجيش امام الشعب الإسرائيلي.
الشباب الفلسطيني الذي نظم ونفذ الهجوم لا يضع في اعتباره ما ستخسره غزه وأهلها، لانهم شباب يائس يعيشون في سجن كبير، لايملكون مطارا او ميناء، ولايستطيعون السفر ولايجدون عملا، ومحاطون بأسوار ولايزورون أقاربهم بالضفة او القدس ويودون الانتقام.
الطرفان لا يستطيعان أطاله امد الحرب، فإسرائيل التي أعلنت التعبئه يجب ان تنهي الحرب خلال شهرا، والا تصاب بأزمات اقتصاديه، وحماس لا تملك الذخيرة والإمداد لتحارب شهورا، وبنفس الكفاءه التي بدآت بها عمليتها العسكريه.
توسيع الحرب بدخول حزب الله المعركه هو احتمال ضئيل، لان حزب الله يعلم انه حتي لو حقق خسائر بالآلاف في صفوف الإسرائيليين، وهدم مدنا في إسرائيل، الا ان اسرائيل ستهدم البنيه التحتيه لكل لبنان، وستحطم ميليشيات الحزب مهما بلغت خسائرها، وعندما تقف الحرب فان حربا اخري داخل لبنان ستبدآ من الميليشيات المسيحيه، للقضاء علي الحزب الجريح والتخلص من سيطرته علي الدوله اللبنانيه.
تواصل بايدن مع نيتانياهو هو من اجل الانتخابات الامريكيه، ولكن الملاحظ هو تواصل الاداره الامريكيه او بايدن مع الأردن والسعوديه، ولا تواصل مع مصر.
الحكمه من هذه المعارك هي انه مهما كنت قويا، وجيشك يستخدم اقوي التكنولوجيا، ودائما توجه ضربات استباقيه، فإنك لن تصل الي السلام، والأفضل ان تـسمح بدوله فلسطينيه مستقله لها حدود ثابته، وحريه تنقل، لها مطارات وموانئ، تنشغل ببناء بلدها وتطوير اقتصادها وتعليم أبناءها، بدلا من تصنيعها الصواريخ والمقذوفات التي تصلك بين الحين والآخر.
نادر جوهر

عن

شاهد أيضاً

الدكتور احمد سعيد رزق.. ذكري تحرير سيناء ودماء ذكية طهرت الارض

الدكتور احمد سعيد رزق كل ذكري لتحرير الأرض تمر، ولازالت أراضى عربية من العام ١٩٦٧م …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *