طبيب بريطاني: أحداث غزة فيلم رعب من أفلام الحرب العالمية الثانية

د ب أ :- 
تحدث أول طبيب يجري عمليات زراعة الكلى في غزة، الجراح البريطاني العراقي عبدالحماد، الفترة التي قضاها في قطاع غزة حتى إجلائه إلى بريطانيا، مشبهاً هذه الفترة بفيلم رعب من “أفلام الحرب العالمية الثانية”.

وعمل عبد الحماد في غزة، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث قال لوكالة “الأناضول” إنه مكث هناك نحو شهر حتى إجلاؤه، حيث وصل القطاع قبل يوم واحد من بدء الحرب، حيث كان يعتزم إجراء عملية زراعة كلى في 7 أكتوبر.

وقال عبدالحماد: استيقظت صباح السابع من أكتوبر عند الساعة السادسة والنصف على صوت الانفجارات، واتصلت مباشرة بمستشفى الشفاء حيث سيتم إجراء العملية فيها لمعرفة ما يحدث في المدينة.

لكن قيل له إن كل شيء يبدو طبيعيا، ثم في الاتصال الثاني بعد نصف ساعة تم إخباره بأن المستشفى دخل في حالة الطوارئ، مشيراً إلى أنه أمضى ذلك اليوم في أحد مباني الأمم المتحدة حيث تم نقله بعربة مدرعة خصصتها الأمم المتحدة.

وأمضى الحماد نحو 10 أيام في مبنى الأمم المتحدة وسط غزة، ووصفها بأنها “الفترة الأكثر شعورا بالخطر على حياته”، موضحاً أن المباني التابعة لجامعة غزة الإسلامية، التي كانت أمام مبنى الأمم المتحدة تعرضت لأضرار كبيرة، وأن المبنى الذي يمكث به كان يهتز والنوافذ تتحطم والشظايا تتطاير جراء الانفجارات حوله.

وأوضح الطبيب، الذي ولد في العراق وعاش في ليفربول البريطانية مدة 35 عاما، أنه شاهد حجم الدمار الذي يحيط في المبنى خلال خروجه لجلب الأدوية اللازمة للأشخاص اللاجئين في المبنى، واصفا غزة بأنها “مدينة أصبحت غير معروفة بالنسبة له رغم زياراته المتكررة إليها منذ 10 سنوات.

وتابع: “أعرف غزة جيدا، كنت قد تجولت فيها كثيرا خلال السنوات العشرة ولكن اليوم باتت مدينة لا يمكن التعرف عليها، بسبب الأضرار والحفر والدمار الذي لحق بها. لم يتم تدمير مبنى واحد أو مبنيين، بل تم تدمير الحي بأكمله، واعتقدت أن الأمر يبدو وكأنه مشهد من فيلم بالأبيض والأسود عن الحرب العالمية الثانية.

وبعد عشرة أيام من مكوثهم في المبنى الأممي جنوبا، غادر الحماد والأجانب الذين كانوا معه نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، حيث تم نقلهم إلى مبنى آخر للأمم المتحدة بالقرب من بوابة رفح الحدودية. غير أن المبنى لم يكن مخصصا للإقامة؛ فهو عبارة عن مبنى إداري ومستودعات، وأن حوالي 12 ألف شخص قدموا إلى المكان هربا من القصف الإسرائيلي.

وأضاف: “المكان لم يحتو على مرافق للنظافة والمياه والطعام، واصفا الوضع بالكارثي وغير المناسب للعيش”، مشيراً إلى أنهم تناولوا أطعمة مثل البسكويت لعدة أيام، ومشيدا بالكرم الذي أظهره الناس في بيئة الحرب، حيث كانوا يخاطرون بحياتهم ويخرجون لإحضار الطعام لنا.

وقال الحماد إنه عبر والأجانب المدرجين على قائمة الأمم المتحدة بوابة رفح الحدودية، وأصبحوا في موضع مفاوضات بين إسرائيل ومصر، موضحاً أنهم تمكنوا من الخروج من غزة إلى المنطقة العازلة، حيث بقوا يومين قبل العبور إلى مصر، معرباً عن شعوره بالخجل لأنه أصبح آمنا في الوقت الذي بقي فيه الناس في وضع سيء في غزة.

وفيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على المؤسسات الصحية، قال الطبيب إن العديد من الأشخاص الذي من المفترض إنقاذهم سيموتون، وهذا ما يثير غضبه كطبيب، مشدداً على أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار واجب إنساني، وأنه في حال لم يتم معالجة جذور المشكلة فإن الأحداث ستتكرر مرة أخرى في المستقبل.

 

عن سيد العادلى

شاهد أيضاً

الشهابي: مصر تتصدي وحدها للمخطط الصهيوغربي

صرح ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل بأن مصر الشعبية والرسمية هى الداعم الأساسى للشعب الفلسطينى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *