المراقب ينشر كلمة الدكتور حسن البيلاوى في المؤتمر الإقليمي (الحماية المجتمعية والمعوقات التي يواجهها الأطفال من ذوي الإعاقة)

الدكتور حسن البيلاوي

السيد العادلي

كلمة الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية
الأستاذ الدكتور حسن البيلاوى
في المؤتمر الإقليمي (الحماية المجتمعية والمعوقات التي يواجهها الأطفال من ذوي الإعاقة)

الأستاذة مها الهلالي مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي وممثلة عن معاليها الوزيرة الدكتورة نيفين القباج
الأستاذة ماجدة أحمد فهمي رئيس مجلس إدارة جمعية نداء
الضيوف الكرام

يأتي هذا المؤتمر الذي نحن بصدده اليوم (الحماية المجتمعية والمعوقات التي يواجهها الأطفال من ذوي الإعاقة) لبحث ومناقشة التدابير اللازمة وسبل تطبيق سياسات الحماية من أجل صون وإعمال حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة، ومواجهة معوقات حمايتهم التي – للأسف – غالبا ما تأتي من الأسرة والثقافة السائدة.
فلاتزال ثقافة العنف وسوء المعاملة والإهمال والتهميش والعزل والتمييز للأطفال من ذي الإعاقة – مقارنة بغيرهم ممن هم من نفس الفئة العمرية – مستمرة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل تتصدرها ثقافة المجتمع السائدة. وتسبب ذلك في ترسيخ صور سلبية ونمطية عن الأطفال من ذوي الإعاقة، وخلق فجوة يجب تجاوزها بين الواقع والمواثيق والاتفاقيات التي تصون حقوقهم.
فعلى الرغم من أن العالم قد بذل جهودا كبيرة في سن المواثيق والتشريعات بدءا من الاعلان العالمي حول التقدم والإنماء الاجتماعي (1969)، مرورا بإعلان الأمم المتحدة الخاص بحقوق المعوقين (1975)، واتفاقية حقوق الطفل (1989)، وصولا لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة عام 2006، والتي تعد أول اتفاقية شاملة للحقوق وشكلت “تحولاً مثالياً” في المواقف والنهج تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة. حيث أكدت على ضرورة تمتع جميع الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة بجميع أنواعها بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك حيث أبرزت النتائج الأولية لتقرير الأمم المتحدة بشأن الإعاقة والتنمية 2023 إلى أن العالم أصبح أشد انحرافا عن المسار الصحيح فيما يتصل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يعود بالنفع على الأشخاص ذوي الإعاقة، ولا بد من تكثيف الجهود وتسريعها لتفعيل أهداف التنمية المستدامة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، نظرا لأنهم هُمشوا تاريخيا وكانوا في كثير من الأحيان من الذين تخلفوا عن الركب.
الحضور الكريم
الواقع ان المجلس العربي للطفولة والتنمية منذ تأسيسه عمل على تنمية الوعي بقضايا الأطفال ذوي الإعاقة وتعزيز حقوقهم من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات والمؤتمرات وورش العمل وإصدار الدراسات والتقارير والأدلة والمواد الإعلامية، مما ساهم في تعاظم وتراكم خبراته في هذا المجال، عبر عدة مراحل تناولت بالبحث والدراسة والتدريب والتوعية قضايا ذات أولوية بالحماية المجتمعية، منها حماية الطفل ذي الإعاقة من العنف والإساءة، وتوفير بيئة آمنة له، وكذلك توفير كل السبل من أجل دمج الطفل ذي الإعاقة في التعليم والمجتمع.
وفي إطار الخطة الاستراتيجية الراهنة يتبنى المجلس العربي للطفولة والتنمية مشروع الكشف والتدخل المبكر للإعاقة في ظل التقدم العلمي والتطور التكنولوجي، وذلك بالشراكة مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وهو مشروع ينفذ وفق الإطار الفكري والفلسفي لنموذجه لتنشئة الطفل العربي “تربية الأمل” القائم على النهج الحقوقي، وتكامله مع نهجي: تنمية قدرة الطفل وتمكينه، وإيقاظ ذاته الإنسانية؛ بُغية إطلاق طاقاته، وتعزيز قيم الوعي الناقد، والمواطنة الإيجابية لديه، ويقوم على عدة مرتكزات أبرزها:
الإقرار بحقوق الأطفال ذوي الإعاقة؛ وهي الحقوق التي تؤكد المواثيق: الدولية، والإقليمية، والقوانين الوطنية ضرورة إنفاذها.
النظرة الإيجابية إلى الأطفال ذوي الإعاقة، وتقدير كل طفل منهم؛ كقيمة إنسانية عليا، والثقة في قدراته، واكتشاف جوانب الإبداع الكامنة فيه.
إعلاء المشاركة الإيجابية للأطفال ذوي الإعاقة، وإتاحة فرص مناسبة، وكافية لطرح أفكارهم، ووجهات نظرهم في كل ما يتعلق بنموهم، وتأهيلهم.
الأخذ في الاعتبار عدم تجانس الأطفال ذوي الإعاقة؛ لتباين إعاقاتهم، وقدراتهم، واستعداداتهم؛ ومن ثم فإن برامج التدخل الموجهة إليهم يجب أن تتنوع؛ استجابة إلى الاحتياج الفردي الخاص بكل منهم.
ونسعى مع الشركاء أن يسهم هذا المشروع في ترقية معارف ومهارات استخدام استراتيجيات وبرامج التدخل المبكر في الكشف المبكر عن الإعاقة والتدخل المبكر للوقاية منها أو الحد من آثارها، وكذلك مع أدوات التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقاتها لدى المعنيين بالأطفال ذوي الإعاقة في الأسرة والمدرسة، بما يسهم في حماية هؤلاء الأطفال وتوفير كل السبل لتمكينهم لمستقبل أكثر استدامة.
الحضور الكريم
نتطلع جميعا أن يحقق هذا المؤتمر – الذي يمثل خطوة فاعلة في مسيرتنا نحو تعزيز ودعم حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة- مبتغاه في الوصول إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تسهم بشكل فاعل في وضع السبل الرامية إلى إزالة المعوقات التي تحد من تطوير مهارات وقدرات الأطفال من ذوي الإعاقة، ومنحهم الحق كاملا في التعليم والرعاية، مما يمكنهم بشكل كامل لمستقبل لا يتخلف فيه أحد عن الركب.
ختاما … نرفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود على رعاية هذا المؤتمر ودعم سموه لمسيرة عمل المجلس، والشكر موصول إلى معالي الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي على رعاية هذا المؤتمر مثمنين جهود معاليها والوزارة الموقرة في هذا المجال… والشكر للشريك الاستراتيجي جمعية نداء للتعاون في تنظيم هذا المؤتمر الذي يأتي نتاج بروتوكول تعاون مشترك، والشكر أيضا للسادة الخبراء الذين سيثروا المؤتمر اليوم بما سيقدمونه من عروض ومداخلات وتوصيات.. وشكرا لحضوركم الكريم، وأخيرا الشكر لكل فرق التحضير والتنفيذ لهذه الفعالية من المجلس وجمعية نداء.
والله ولى التوفيق،،

عن سيد العادلى

شاهد أيضاً

المهندس كريم جوهر يلتقي مؤسس منظمة روشاس النيجيرية

إلتقي رجل الاعمال المصري المهندس كريم جوهر مع السيد روشاس أوكوروتشا رجل الاعمال النيجيري ورئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *