قال الكاتب الصحفي، وعضو نقابة الصحفيين ثائر نوفل أبو عطيوي، إن التهدئة التي شهدها قطاع غزة يوم 3 مايو/ أيار من الشهر الجاري، بعد اندلاع موجة من المواجهات بين المقاومة والاحتلال على وقع وفاة الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية، كانت بجهود مصرية وقطرية ومن الأمم المتحدة، وكانت مشروطة بعدم خرقها وارتكاب أي عدوان إسرائيلي جديد على القطاع، استيقظ الشعب الفلسطيني، أمس الثلاثاء، على جريمة اغتيال بشعة اخترقت وقف إطلاق النار والتهدئة الأخيرة، راح ضحيتها 3 قادة من حركة الجهاد الإسلامي و 10 آخرين من ذويهم والمواطنين العزل الأبرياء، ومازالت قافلة الشهداء مستمرة والحصيلة في ارتفاع، بسبب الخديعة الإسرائيلية الجديدة التي لم تلتزم لا بوقف إطلاق النار ولا حتى أدنى اعتبار للجهود التي سعت لتثبيت التهدئة، واحترام الفصائل الفلسطينية للجهود المصرية والأممية وموافقتها على التهدئة”.
وفيما يتعلق بأسباب خرق التهدئة من قبل إسرائيل، قال إن “هذا الأمر يعود لعقلية الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو، التي لم تلتزم بأي اتفاق مسبق على الإطلاق، كما أن التصعيد الأخير تجاه غزة جاء لتغطية فشل وعجز نتنياهو في سياسته الداخلية، بسبب قضايا متعددة منها الرشاوي والفساد وملف القضاء، والذي لا يزال الرأي العام الإسرائيلي يشهد تحركًا واسعًا واحتجاجات ضخمة رفضًا لقرارات نتنياهو وحكومته بما يتعلق في ملف القضاء، والتعيينات والتغييرات التي يريدها نتنياهو ويرغب بها لكي تكون في جانبه وتحميه من المساءلة القانونية للملفات المتورط بها، والتي على رأسها الفساد المالي”.
ولفت إلى أن تصعيد دولة الاحتلال واختراق التهدئة واغتيال الشخصيات الفلسطينية المقاومة، يأتي لإرضاء المعارضة الإسرائيلية للوقوف بجانبه وعدم مواصلة الضغط عليه وعلى حكومته بالمطالبة بالإصلاحات السياسية والقانونية التي لا يرغب بها نتنياهو بالأساس.
أما عن موقف الدول الراعية لجهود التهدئة الأخيرة، والتي على رأسها مصر، أكد أبو عطيوي أنها “جهود مشكورة، ولكن لا بد أن تقف كافة الدول العربية عبر الجامعة بإصدار قرار واحد موحد عنوانه، حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات المتكررة يوميًا بحقه، ولا بد أيضًا من المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة أن تقف موقفًا جادًا وحازمًا في إدانة الاحتلال، ومطالبته رسميًا بوقف الاعتداءات، وتحميله كافة المسؤوليات القانونية والأخلاقية في حال ارتكابه جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وتقديم ملف إسرائيل وقادتها لمحكمة الجنايات الدولية لإصدار قرار واضح وصريح بإدانة الاحتلال، ومعاقبة قادته على جرائمه التي يرتكبها ضد الفلسطينيين”.
أما عن سيناريوهات التصعيد المقبلة، يرى أبو عطيوي أنها تتوقف على اقتناع حكومة إسرائيل باحترام اتفاقيات التهدئة ووقف إطلاق النار، وعدم تكرار سيناريوهات الخديعة أو نقض الالتزام بأي جهود للتهدئة تحت حجج باطلة وكاذبة وغير موجودة على أرض الواقع، مشيرًا إلى أنه في حال استمر العدوان بشكل متواصل ومستمر، ستأخذ الأمور منحى التصعيد وفتح ساحة حرب ومواجهة مفتوحة.
وفيما يتعلق بعدم رد المقاومة أمس على هذه الهجمات، قال إن القرار يعود لمعايير وآليات ينبثق عنها قرارات موحدة من الفصائل، حتى يكون الرد موحدًا من الجميع، لا سيما في حال استمرار الجرائم الإسرائيلية والقصف والعدوان.