خاص بالمراقب
قام معالي الدكتور زهير الحارثي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز ، بزيارة إلى مدينة روما العريقة ، وحاضرة الفاتيكان التي تعتبر عضو مؤسس مراقب لكايسيد ، وقد حفلت الزيارة برؤية التراث الثقافي الفكري والروحي لعاصمة الإمبراطورية الرومانية القديمة ، ومركز الكاثوليكية العالمية في الأوقات الحاضرة ، كما قام معاليه بلقاءات مع أركان البابوية في الفاتيكان .
خلال مناقشات الأمين العام لكايسيد ، بدا واضحا أن كافة دوائر الكوريا الرومانية ( حكومة البابا )، مهتمة إلى أقصى حد ومد بتعميق فكرة الحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات ، وماضية قدما في طريق الشراكة الخلاقة لجهة تعزيز التفاهم والتآزر .
ثلاثة لقاءات فاعلة وناجحة أجراها الدكتور الحارثي ، حكما أتت بثمار وفيرة في الحال ، ويتوقعها خير كبير في الاستقبال .
اللقاء الأول جرى مع صاحب النيافة الكاردينال ميغيل أنجلو إيوسو ، رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان وعضو مجلس إدارة كايسيد ، وفيه جرى الحوار حول مستقبل الحوار وأهميته ، سيما في هذه الأوقات، وقد أشاد الدكتور الحارثي بالدعم الكبير الذي يقدمه الكاردينال ايوسو للمركز منذ تأسيسه.
اللقاء الثاني للدكتور الحارثي ، كان مع وزير خارجية الفاتيكان ،رئيس الأساقفة بول غالاغر ، والذي أكد بدوره دعم الفاتيكان المطلق لكايسيد ورسالته النبيلة بحسب وصفه .
وفي الحوار، أكد غالاغر عن ثقته في مساعي كايسيد المستقبلية ، وخاصة في البلد المضيف الجديد البرتغال ، لجهة فتح آفاق الحوار واسعة وعالمية .
في النقاش عينه جرى الحديث عن فرص العمل المشترك بين كايسيد والفاتيكان ، وبخاصة في ظل الأقدار الطيبة التي جعلت البابا فرنسيس يختار البرتغال لتكون موضع وموقع اليوم العالمي للشباب حول العالم في يوليو المقبل ، وهي فرصة لأن يتنفس شباب العالم ريحا طيبة للتواصل الوجداني والإيماني بين المؤسسات الدينية الكبرى والهيئات الفاعلة والعاملة في حقل الحوار .
أما اللقاء الثالث والأخير ، فجمع الدكتور الحارثي مع أمين سر دولة الفاتيكان ( رئيس الوزراء )، الكاردينال بيترو بارولين ، والذي أشاد بدور المركز في تعزيز جسور السلام وأعرب عن آماله الكبيرة بزيادة تأثيره من مقره الجديد في لشبونة.
الأمين العام لكايسيد بدوره شكر الكاردينال بارولين على دعمه الكبير مؤكدا أهمية المنظمات المعنية بالحوار وضرورة التعاون مع القيادات الدينية لترسيخ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) هو منظمة حكومية دولية متفردة في مساعيها، حيث تسعى من خلال هيكلها الإداري المزدوج الذي يتكون من: مجلس الأطراف الذي يتكون من الدول المؤسسة ومجلس الإدارة الذي يضم قيادات دينية، إلى الجمع بين مختلف أتباع الأديان والقيادات الدينية وصناع القرار على حد السواء. ويتيح المنتدى الاستشاري، الذي يضم أكثر من 60 قائد ديني من الخلفيات الدينية والثقافية الرئيسية في العالم، التواصل وإقامة علاقات مع جل المجتمعات من جميع أنحاء العالم.
كما إن الأعضاء، جمهورية النمسا والمملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا والفاتيكان بصفة مؤسس مراقب، ومجلس الإدارة هم الضامن لاستقلال برامجنا عن مصالح أي دولة، أو أي طائفة دينية بعينها. نحن جهة ميسرة ومنظمة للاجتماعات؛ إذ نجمع القيادات الدينية وصناع القرار والخبراء حول طاولة الحوار سعيًا منًّا لإيجاد حلول مشتركة للمشاكل المشتركة.
تتمثل رؤية المركز في الإسهام في إيجاد عالم يسوده الاحترام والتفاهم والتعاون والعدالة والسلام والمصالحة بين الناس، وإنهاء إساءة استخدام الدين لتبرير القمع والعنف والصراع.
خرج كايسيد إلى النور انطلاقًا من رؤية نبيلة تقوم على تعزيز التعاون والسلام بين أتباع الأديان في زمن يشهد الكثير من الصراعات والاختلاف في وجهات النظر. ويسعى المركز منذ تأسيسه، انطلاقًا من المهمة المنوطة به وحوكمته الفريدة، إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة لمنع نشوب النزاعات والعداوات والأحقاد، ولتبديد المخاوف، وغرس قيم الاحترام المتبادل. وقد اجتمعت قيادات من الديانات البوذية والمسيحية والهندوسية واليهودية والإسلامية، وحكومات المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان (بصفته مؤسس مراقب) معًا لتجسيد رؤية المركز على الواقع.